كلاب سوس تتحدى قانون المستعمر المؤرخ يوم 21 يوليوز1923، الذي اعتبرتربيتها محضورة، جاءت من كل فج عميق. شدت الرحال نحو أولاد تايمة عاصمة هوارة من أجل التباري، قصد اختبار أجود الكلاب المغربية الأصيلة من فصيلة السلوقي. التقت يومي الخميس والجمعة الأخيرين في مهرجانها الثالث، مسترجعة تاريخ موسم سيدي امحند بن يعقوب بطاطا، الذي شكل مناسبة لاجتماع المقاومين حول ألعاب السلوقي، والتواصل فيما بينهم وإعداد الخطط لمقاومة المستعمر... فمهرجان الكلاب بهوارة، يقول دادا، رئيس جمعية الرماة، شكل نقطة إرتكاز لمناهضة هذا القانون، وطالب بإلغاء الحظر، ومناهضة قانون يضيق على السلوقي ويلغي تواجده ويحرمه من التباري. فالقانون الفرنسي الذي يظل ساري المفعول، كان المستعمر يروم منه تفريق القبائل المجتمعة حول ألعاب السلوقي، حتى لا تتحد، لكونه فطن إلى أن "اللمة" تقوي المقاومة، وضيق على السلوقي الذي يقف خلف هذا التجمع الغير مرغوب فيه. بجسرة واضحة على محياه، توقف دادا هنيهة قبل أن لكمل حديثه: " الأدهى من هذا كله، أن القانون المغربي ورث القانون بعيوبه، بل أضاف إليه منعا آخر ألغى حتى العلاقة الحميمة بين السلوقي ومربيه، فارضا غرامة مالية قدرها 20 ألف درهم، على كل من ضبط" متلبسا" بمرافقة السلوقي في الغابة. رغم هذه القيود، جاء السلوقي مرفوع الرأس للتباري في مهرجانه الثالث. فالتنافس يجري حول اختيار قوام الكلب الأصيل المتمثل في شكل الوجه والعنق والصدروالقوائم، هي معاييرلإنتقاء أجود أنواع الكلاب. وقد عمل المربون خلال السنوات الثلاث الأخيرة، على تحسين شكل كلابهم، من خلال تداريب دقيقة ومكثفة. المباراة جرت تحت إشراف الحكم الدولي البارودي، بحضور أندريه أرتوزون، الكاتب العام للجمعية المركزية المغربية لتربية الكلاب، وأشرفت على تنظيمها جمعية الرمى للصيد بالسلوقي الأصيل بشراكة مع وزارة الفلاحة . نال كلب عبد الله جوريح من صنف الصيد السلوقي المرتبة الأولى، عن جمعية الرمى بأولاد تايمة، فيما عادت الجائزة الثانية لكلب عبيد حمون عن جمعية إنكمارن بمنطقة ماسة. مهرجان كلاب السلوقي عرفت مشاركة 25 جمعية مختصة بجهة سوس والأقاليم الجنوبية، وتوجت بتأسيس رابطة جمعيات الصيد التقليدي للسلوقي الأصيل، جهة سوس والأقاليم الجنوبية، لينتخب الإدريسي مولاي الحسن رئيسا لها . وعلى هامش هذا المهرجان المقام على إيقاع الدقة الهوارية، تمت عملية توشيم 151 كلبا سلوقيا أصيلا، وتلقيح 188 آخرين ضد مرض" السعار"، تحت إشراف الجمعية المغربية لتربية الكلاب، بإشراف الدكتورين عيد الرحيم البارودي وابراهيم أمزيان. وبعد الإعلان عن نتائج المسابقة، بدا الحكم الدولي منبهرا وراضيا عن النتائج، مؤكدا أن الكلاب المشاركة عرفت تحسنا ملحوظا، مقارنة مع الدورة الأولى المقامة سنة 2008 بسبت الكردان، ودورة 2009 بماسة. الكلب السلوقي إطمأن لمستقبله، بعد تتويجه بهوارة، وبعد إعلان المنظمين عن برنامج مباريات أخرى والاستعداد للمشاركة في المسابقات الدولية لأول مرة، ما سيمكنه من التنافس مع كلاب سلوقية أجنبية. ملتقيات سيسبقها إنشاء مراكز لتربية الكلاب وإقامة محميات وإنشاء حلبات لتدريبها، إلى جانب الدفاع المستميت عن حقوقها المهضومة. إدريس النجار