صبيحة أمس الأطباء الجراحون في الوقت المحدد، ارتدوا وزراتهم البيضاء، تركوا أدوات الجراحة جانبا، ومرضاهم يئنون فوق الأسرة، لم يشرعوا في فتح بطونهم، وأورامهم العارضة والخبيثة كما اعتادوا، كانوا في مهمة مستعجلة، أن يقوموا بتشريح الوضعية الصحية لمستشفاهم، ولوزارة الصحة ككل من خلال وقفة احتجاجية. وبالفعل لم يخيبوا الضن كشفوا عن أورام خطيرة تهدد مستشفاهم، من البناية إلى التجهيزات، وصولا على الأخطار المحدقة بهم وبمرضاهم. " وشهد شاهد من كبار أهلها " فالصرخة لم تخرج من فم صحفي متهم بتسويد صورة قطاع الصحة، أو ممرض يمزج بين مطالبه الاجتماعية والمهنية. بل خرج الأطباء الجراحون أمام إدارة مستشفى الحسن الثاني ليصرخوا ملء أفواههم مدة ساعتين، خرج لأول مرة 32 جراحا ليضعوا إدارتهم ومعها الوزارة الوصية فوق دكة التشريح، كشفوا عن أمراض مزمنة تسللت مند سنوات إلى جسم الوزارة الوصية، تؤثر على صحة المرضى. قالوا "إن الوضع الذي يوجد عليه المستشفى، وغياب التجهيزات الحافظة للسلامة تضع صحة المريض في خطر" وإنى هواء قاعات التشريح ملوث. الأطباء قرروا الإضراب عن إجراء العلميات المبرمجة مدة أسبوع قابلة للتجديد ما سيجعل حوالي 80 عملية جراحية تتأجل. فإدارة المستشفى صرحت أن بين 16 و 20 عملية تجرى يوميا . يصرخ الدكتور الجراح عبد القادر جامع، اختصاصي في أمراض النساء والتوليد أمام زملائه قائلا، خرجنا للاحتجاج، لا نريد زيادة في المرتبات الشهرية، نريد فقط الزيادة في ساعات العمل، ليس عدلا أن يخصص لنا نصف يوم في الأسبوع ونحن نضع أنفسنا رهن إشارة وزارة الصحة أسبوعا بأكمله" نرغب في تقديم الخدمات الاجتماعية في أحسن الظروف وأن يعطانا الوقت الكافي، لا يعقل أن تحمل امرأة كورة وسط بطنها لشهور قابلة للتأجيل". جراحو مستشفى الحسن الثاني متدمرون من اشتغالهم بأدوات وتجهيزات "ترقيعية" بالمركز الجراحي لمستشفى يستقبل مرضى سوس والصحراء، يعملون"في ظروف تغيب معها سلامة المريض، نتيجة وقوع أعطاب تقنية خارجة عن إرادة الطبيب" يؤكد جامع في تدخله، فهذه الأعطاب ناتجة عن "تقادم التجهيزات المستعملة، وتآكل أخرى، فيما تجهيزات غير صالحة رغم حداثة اقتنائها". غياب الهواء المعقم بقاعة الجراحة،أكبر معضلة "لا يمكن الاستمرار في السكوت على الوضع وتعريض حياة المرضى والعاملين للخطر" تقول ممرضة جراحة أصرت على الحضور والوقوف إلى جوار زملائها الغاضبين. مجموعة مراسلات وجهتها النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام التي ينضوي تحت لوائها المحتجون، لم يصل صدا المراسلات المعنيين منهم ياسمينة بادوا وزير الصحة، والكاتب العام للوزارة، ومصالح المندوبية الجهوية. لم تلق مراسلاتهم أي صدى من أجل ذلك، قرروا وضع حد لسياسة غض الطرف، خرجوا بجملة إجراءات منها الإضراب عن القيام بالعمليات المبرمجة مدة أسبوع، قابلة للتجديد إذا لم تتجه الأمور نحو الحل، الأطباء أعلنوا أن خطوات تصعيدية قادمة في الأفق لتوضيح الظروف التي يشتغلون بها. ذلك أن قاعة واحد للجراحة من تسع هي التي تشتغل، ست ممرضين يساعدون 32 طبيبا أثناء العلميات، تأجيل مستمر للعمليات بسبب الأعطاب، أو غياب المساعد الاساسي للجراح أو البناج. مقابل هذا الوضع يجد الجراح نفسه أمام مريض يتأثر سلبا بالتأخيرات المستمرة في إجراء العلمية، أو أمام أعطاب مفاجئة في التجهيزات وهو منهمك في العلميات،يؤكد الأطباء، وخارج القاعة يبدأ الشجار مع أسرة المريض، ويتقلى الجراح كل التهم بما فيها التماطل في القيام بالواجب والارتشاء... مدير المستشفى الدكتور العلمي قال معقبا على الوقفة إن المشاكل موجود بمستشفى الحسن الثاني مثذل باقي مستشفيات المغرب، وأن اجتماعا سيعقد اليوم لتدارس هذه الانشغالات. إدريس النجار الأحداث المغربية ليوم الثلاثاء 21 دجنبر 2010-