أكبر مفارقة سياسية في تاريخ المغرب في الوقت انشغل فيه المغاربة مع القضية الوطنية بمواصلة الدفاع المستميت عن المكتسبات ، على علتها ، من استقلال منقوص وحريات وحقوق مغشوشة ، خاصة في ظل مخططات دولية تروم النيل من السيادةالقانونية والكرامة الوطنية ، نرى مصالح المياه والغابات تزحف على الممتلكات الجماعية ، كما تزحف رمال التصحر على أراضي سوس الخصبة ، بعلة التطبيق التعسفي لمقتضيات صادرة في عهد الاستعمار ، حيث وسيلة « قانونية » للاحتلال وتوسيع نفوذالمعمرين . وعوض ان تهتم الحكومة والقطاعات الوصية باستكمال تنفيذ مقتضيات جبر الضرر الجماعي والمجالي ، وعلى الخصوص في مناطق عانت من انتهاكات جسيمة لحقوق البشر والشجر والحجر ، سؤاء في عهد الاستعمار أو ما بعد فسخ عقد الحماية ،انطلاقا من مجزرة ويجان وايت باعمران إلى ايت عبد الله ، ثم الاعتقالات والاغتيلات التي تعرض لها أبناء المنطقة . فحذار ثم حذار ،فلن نكرر الماضي الذي تقرر فيه تقديس الخنزير ضدا على ذوي حقوق الشهداء والشرفاء و المجهولي المصير.