تعرض مكتب باشا مدينة تيزنيت، نهاية الأسبوع المنصرم، للسرقة والعبث بمحتوياته من طرف شخص أو مجموعة من الأشخاص الذين تُجهل هُويَّاتهم ودوافعهم لحد الآن، وحسب الإفادات التي استقتها «المساء» من مصادر مطلعة، فإن المعتدي عمد إلى تكسير زجاج إحدى النوافذ المتواجدة قٌبَالَة مركز القوات المساعدة داخل مقر الباشوية، فانسَلَّ منها في وقت متأخر من ليلة أول أمس دون ... أن يثير انتباه الموظفين المكلفين بالحراسة الليلية والمداومة.وحسب المصادر ذاتها ، فإن الحادث الذي اكتشف في الساعات الأولى من صباح الأحد، عمد خلاله المعتدي إلى تشتيت الأوراق المتواجدة فوق مكتب الباشا على الأرض، كما دخن سيجارة بعين المكان وترك بقاياها على المكتب، وهو ما يؤشر – حسب المصادر – إلى أن المعني بالسرقة لم يكن منزعجا بشيء وأنه قام بفعلته في أجواء هادئة جدا، كما قام بتشتيت بعض الأغراض الخاصة برجال القوات المساعدة بمرأب السيارات المتواجد داخل مقر الباشوية، ومباشرة بعد الإبلاغ بالحادث، قًََدِمت عناصر تابعة للأمن الإقليمي بتيزنيت وعاينت موقع الاعتداء كما قامت بمجموعة من التحريات الأولية وحررت محضرا في النازلة، فيما تحركت أجهزة السلطة المحلية في كل اتجاه، وحاولت الكشف عن بعض تفاصيل اقتحام مجهول أو مجهولين لمكتب السلطة المحلية بهذه الطريقة التي وُصِفت ب«السهلة والغريبة»، كما بحثت فيمن له المصلحة في عملية الاقتحام، وفي لائحة الأشياء المُخْتفية، ويجهل لحد الآن ما إذا عمد الجاني أو الجناة إلى سرقة بعض الوثائق أو الأختام الإدارية التي عادة ما تكون موضوعة على مكاتب المسؤولين، أم أنه اكتفى فقط بالعبث بمحتويات المكتب لتوجيه رسائل مشفرة لمن يهمه الأمر من مسؤولي السلطة بتيزنيت. وأفادت مصادر أخرى، بأن عناصر الأمن الإقليمي وأجهزة السلطة بدأت التحقيق في عدد من الفرضيات المحتمل وقوفها وراء الحادث، فالبعض يقول إن الأمر راجع إلى تصفية حسابات قديمة بين بعض الأشخاص الذين تضرروا من الإجراءات الميدانية التي أعقبت قُدُوم الباشا الجديد للمدينة وتغيير موازين القوى لصالح بعض المُهَمَّشين والمُبعدين في الأيام الأخيرة لولاية الباشا السابق. فيما افترض البعض الآخر أن يكون الحادث ناجما عن رغبة الجاني في إخفاء بعض الوثائق التي قد تتسبب له في حرج كبير مع توالي الأيام، خاصَّة بعد تغيير مفاتيح عدد من المكاتب التابعة لإدارة الباشوية، ومن المحتمل أن تشهد الأيام القليلة المقبلة تطورات في الموضوع، بعد التأكد من صحة الفرضيات المذكورة وغيرها من الاحتمالات التي تنتشر في صفوف أجهزة السلطة المختلفة بالمدينة. وقد أثار الحادث الأول من نوعه بإدارة محلية تابعة لجهاز السلطة بمدينة تيزنيت، تساؤلات بخصوص الدوافع الحقيقية وراء اقتحام مكتب الباشا، دون غيره من المكاتب المتواجدة بالقرب منه، وخاصة مكتب رئيس البلدية الذي لا يبعد عنه إلا بأمتار قليلة، والمكاتب التابعة لقسم المالية والميزانية ببلدية تيزنيت، وخاصة منها تلك المتواجدة في مكان بعيد نوعا ما عن أعين المراقبة، كما أثار الحادث تساؤلات بخصوص مكان تواجد عناصر القوات المساعدة المكلفين بالحراسة لحظة وقوع الحادث، وتساؤلات أخرى بخصوص معايير السلامة ونجاعة آليات المراقبة المعتمدة في المكاتب التابعة للسلطات المحلية والإدارات المختلفة بعموم تراب الإقليم. ومعلوم أن الحادث الجديد، يأتي بعد انتشار ملفت لظاهرة السرقة بمختلف أحياء المدينة بمناسبة العيد، كما يأتي بعد أيام من سرقة مجهولين لأرشيف خاص برخص البناء بجماعة أكلو بإقليم تيزنيت.