توفى العالم الجليل الدكتور محمود محمد عمارة، عضو مجمع البحوث الإسلامية، وأحد علماء الأزهر البارزين، صباح اليوم السبت 19 دجنبر 2015 الموافق ل 07 ربيع الأول 1437. ومن جانبه، نعى الأزهر الشريف العالم الجليل، وتقدم بخالص العزاء والمُواساة للعالم الإسلامي، ولأسرة الراحل، سائلًا الله – عزَّ وجلَّ- أن يتغمده بواسع رحمته جزاء ما قدَّم، وأن يُلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. يذكر أن الفقيد الدكتور محمد عمارة مفكر إسلامي، مؤلف ومحقق وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر. ولد بريف مصر مركز قلين كفر الشيخ في 1931م، حفظ القرآن وجوده وهو في كتاب القرية. درس الليسانس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية كلية دار العلوم 1965م، ثم حصل على الماجستير والدكتوراه أيضا في العلوم الإسلامية تخصص فلسفة إسلامية كلية دار العلوم. وينتمي المفكر إلى المدرسة الوسطية ويدعو إليها، فيقول عنها إنها(الوسطية الجامعة)التي تجمع بين عناصر الحق والعدل من الأقطاب المتقابلة فتكوّن موقفا جديدا مغايرا للقطبين المختلفين ولكن المغايرة ليست تامة ،فالعقلانية الإسلامية تجمع بين العقل والنقل، والإيمان الإسلامي يجمع بين الإيمان بعالم الغيب والإيمان بعالم الشهادة ،والوسطية الإسلامية تعني ضرورة وضوح الرؤية باعتبار ذلك خصيصة مهمة من خصائص الأمة الإسلامية والفكر الإسلامي ،بل هي منظار للرؤية وبدونه لا يمكن أن نبصر حقيقة الإسلام، وكأنها العدسة اللامعة للنظام الإسلامي والفكرية الإسلامية.والفقه الإسلامي وتطبيقاته فقه وسطي يجمع بين الشرعية الثابتة والواقع المتغير أو يجمع بين فقه الأحكام وبين فقه الواقع ،ومن هنا فإن الله جعل وسطيتنا جعلا إلهيا (جعلناكم أمة وسطا) سورة البقرة آية 143.