لا أحد من المغاربة ايا كان انتماؤه السياسي أو الاديولوجي يرضى بما روج له نبيل عيوش في فيلم " الزين ليفيك" من خلال أفعال العهر الواضحة، والتي قد يدافع عنها بعض المحسوبين على الحداثة من باب المزايدة لا غير، اعتبارا لأن مرجعية الحزب الذي يقود التحالف الحكومي مرجعية إسلامية، يتقاسمها مع مختلف الهيئات وعموم الشعب المغربي، ولا بد على منافسيه ذوي الايديولوجيا، من أن يلجأوا – لكي يلتفت إليهم- الى قاعدة خالف تعرف، وهو ما كان بالفعل فتجد من نسيه الشعب ونسي أفكاره الشاذة، يطل علينا مرة أخرى ليس من باب عرض أفكار ورؤى جديدة تطرح للنقاش للمرة الاولى، لكن عاد المنسيون بعد أن تيقنوا قبل غيرهم أن أفكارهم لا يمكن أن تنمو وتترعرع في تربة المغرب، وفي مجتمعه المسلم المتشبع بقيمه عن قناعة دونما أية وصاية، أقول عادوا ليعزفوا نفس الصانفونيا، التي عزفوها من ذي قبل والتي تحاول التشكيك في قيم المغاربة ومحاولة إبعادهم عنها والبحث عن بدائل لها، من قبيل قيم دخيلة على المجتمع المغربي المسلم، ولو سلمنا بأن ما يطرحه الفيلم أمر مصور من الواقع، وأن ما قام به المخرج نقل لواقع مر ليتعرف عليه المجتمع، وكأنه أبدع وأنتج ما لم يسبقه إليه أحد، الهذه الدرجة حرص نبيل عيوش " لله " وفي " سبيل الله" أن يطلع المجتمع على ما يجري في دهاليز العهر بغية ماذا؟؟ الإقلاع عن الظاهرة؟ تنبيه المسؤولين ؟ مع العلم أنها مجرم دينيا وخلقيا وقانونيا، أم أن الهدف من الفيلم نشر ثقافة " العهر" ؟ بدون استحياء وتحت مسميات الحداثة والابداع الفني، ومن خلاله قصدا، الإساءة للمرأة المغربية ولكافة المغاربة وأمهاتهم، بعد أن تم تصوير الامر على أن بلد المغرب ماخور للدعارة. قد أتفق مع المخرج ومع القائلين بأنه نقل واقعا، لكن ليس من زاوية العهر طبعا ولكن من جانب تقصير المسؤولين والسلطات في التغاضي عن الظاهرة، والسماح حتى لعيوش بتصوير مشاهد العهر من فيلمه بترابنا الحبيب، وعدم إعمال القانون جراء ذلك، ولا يخيفنا أو نخجل من أن نقول الأشياء بمسمياتها، فالعهر والدعاية له والترويج له والتغاضي عنه كل ذلك يعتبر إجراما بنص القانون،ولن نتراجع عن قول ذلك خوفا من أن ننعث أننا ضد حرية الإبداع الفني، وبمبرر الحداثة، ومن قال بغير ذلك ودافع عن عهر فيلم عيوش، – وأستسمح الجميع – عليه أن يعد قائمة لممثلات سيلعبن أدوار بطلات الجزء الثاني في مشاهد أكثر "سخونة" و " جرأة" ضمن "عهر" نبيل عيوش، وتضم القائمة الاسماء التالية وبدون خجل: أمه وأخته وزوجته وبنته، اعمالا لجواب الرسول عليه الصلاة والسلام للسائل الذي سأل الترخيص بالزنا فقال عليه السلام أترضاه لأمك؟ أترضاه لاختك؟ أترضاه لبنتك؟ فإن حدث أن أوجد المدافع عن "العهر" لائحة بالأسماء المذكورة، عندها سأعرف أن الحشمة تبخرت والقيم قبلها أقبرت، والذنب كل الذنب على من قال فيهم رب العزة والجلال في كتابه العزيز " إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19)" سورة النور.