لم تشفع الوديان والسدود المملوءة عن آخرها، وارتفاع منسوب المياه الجوفية، وكمية مياه الأمطار الكبيرة التي سقطت على "أنزي"، من أن ينقطع الماء مرارا وتكرارا في أوج الحرارة المفرطة. أبناء المنطقة وضعوا هذه الأيام أياديهم على قلوبهم خشية أن تعود سنوات الجفاف وأعوام شحّ المياه الصالحة للشرب بعد أن اعتقدوا أنهم تخلصوا من هذه المعضلة للأبد، كما عبروا عن امتعاضهم الشديد اتجاه خدمات المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب حيث كان من المفروض أن يسهر على توفير هذه المادة الحيوية بكل الوسائل المتوفرة عملا بالشعار الذي اختاره ذات يوم: "تعميم الولوج إلى الماء الشروب أولوية المكتب". وأمام الذهول والحيرة اللتان علت وجوه الكثيرين ممن التقينا بهم، تساءل أحدهم: لماذا لا تتأخر عنا فاتورة المياه آخر الشهر؟، وقال آخر: بعد "الحلوف"، أليست هذه سياسة تهجير جديدة؟ !