قرر بوشعيب أرميل متابعة مسؤولين أمنيين بتهمة تبديد أدلة جنائية والارتشاء والتزوير، كما ذكرت بأن المتهمون سبق توقيفهم عن العمل مباشرة بعد انطلاق التحقيقات. وقالت جريدة "المساء" بأن حميد ميمون، نائب الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالقنيطرة، وجه ملتمسا نهائيا إلى قاضي التحقيق بالمحكمة نفسها، يدعوه فيه إلى متابعة 4 عمداء شرطة تابعين لولاية أمن القنيطرة، للاشتباه في تورطهم جميعا في أفعال خطيرة منافية للقانون تروم إبعاد تهمة سرقة مؤسسة تعليمية عن شاب ينحدر من أسرة تربطها علاقة وطيدة بالمسؤولين الأمنيين. والتمس ممثل الحق العام، من رئيس غرفة التحقيق الأولي، تحريك مسطرة المتابعة ضد المعنيين، وإحالة ملفهم على المحكمة لمحاكمتهم بتهمة تبديد دليل جنائي والارتشاء استنادا إلى الوثائق التي تضمنها الملف، منها كشف المكالمات الهاتفية التي أجراها والد المتهم الرئيسي في قضية السرقة، وكذا تصريحات العديد من رجال الأمن، الذين تم الاستماع إليهم كشهود في هذا النازلة، والذين أكدوا تورط رؤسائهم في تلك الأفعال. وكان المتهمين في هذه القضية، يشغلون مناصب مهمة بولاية أمن القنيطرة قيل أن تقوم المديرية العامة للأمن الوطني بتوقيفهم عن العمل مباشرة بعد انطلاق التحقيقات في الموضوع، وانتهاء الأبحاث التي قادتها لجنة التفتيش التي أوفدها بوشعيب ارميل، المدير العام للأمن الوطني، إلى ولاية أمن عاصمة الغرب، حينما توصلت بمعلومات حول هذه القضية، التي هزت أركان جهاز الأمن بالولاية، بالنظر إلى الرتب المهمة المشتبه فيهم. ووفق اليومية فإن حارس أمن يعمل بفرقة الشرطة التقنية والعملية، كشف لعناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، التي تكلفت بالتحقيق في هذه الواقعة، أن عميد الشرطة الذي يشرف على المصلحة الولائية للتشخيص القضائي، مارس عليه ضغوطات كبيرة لإجباره على تحريف نتائج المعاينة التي قام بها بمسرح الجريمة وتبديد الصور المأخوذة من مكان الحادث، وإخفاء جميع الأدلة المتعلقة بواقعة سرقة قاعة الإعلاميات التابعة لإعدادية عبد الله كنون الموجودة بمنطقة الساكنية. وتضمن ملف القضية تصريحات العديد من رجال الأمن، الذين أشاروا بأصابع الاتهام للمسؤولين المشتبه فيهم بفبركة سيناريو مخالف للحقيقة، وارتكاب تلاعبات خطيرة شابت المسطرة المنجزة في الموضوع من طرف فرقة الأبحاث الخامسة التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بالقنيطرة، بغاية طمس الأدلة الجنائية بهذه القضية التي تدين المتهم الرئيسي، الذي يتمتع والده بنفوذ قوي بولاية أمن القنيطرة. وحاول المتهمين تغليط لجنة التفتيش التي حلت بولاية أمن القنيطرة للتحقيق في الموضوع، والكذب عليها بشأن خلاصة المعاينة وعملية رفع البصمات التي قامت بها الشرطة التقنية والعلمية، حيث أنجز رئيس مصلحة التشخيص القضائي تقريرا مزورا ضمنه معطيات غير صحيحة ونسبها إلى العنصر الأمني الذي أنجز المعاينة، مدعيا فيه أن هذا الأخير لم يعد يذكر المكان الذي رفع منه البصمات بهدف طمس معالم جريمة السرقة بالتسلق، وهو ما آثار غضب حارس الأمن الذي سارع بمجرد خروج رئيسه من المكتب إلى الاحتفاظ بنتائج المعاينة والصور الفوتوغرافية المتعلقة بها بمفتاح التخزين، وإشعار جهات عليا بتفاصيل القضية. وقالت جريدة المساء إن التحقيقات كشفت أن والد الشاب المشبه فيه الرئيسي في اقتراف عملية السطو على الإعدادية، اتصل مرات عديدة بمسؤولين أمنيين بارزين أثناء التحقيق في القضية، بينهم نائب رئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية ورئيس فرقة محاربة العصابات، قصد التدخل لفائدة ابنه وإبعاد فعل السرقة عنه، بعدما كشف تقرير البصمات التقنية والعلمية بالرباط أن بصمات ابنه توجد بمكان اقتراف السرقة.