مع بداية الربيع تتفتح الأزهار ويتفتح ورد الشعر، ويخرج الشعراء الرائعون والشاعرات الرائعات من صمتهم وعلى شفاههم عطر الكلمات وإشراقات الأمل، ومن حسن حظ الشعر أنه لا يذبل ولا تتساقط أوراقه في جميع الفصول. في إطار أنشطته الثقافية والفنية، نظم نادي التربية على التسامح بثانوية إبراهيم وخزان التأهيليةالجمعة الماضي 27 من مارس2015 أمسية شعرية بمناسبة اليوم العالمي للشعر استضاف فيها الشاعرة الموهوبةعائشة إذكير،لإحياء هذا اليوم الذي يستنشق فيه المثقفون و الأدباء و الشعراء و و التلاميذ ومحبو الكلمة الصادقة أريج الشعر وعبقه. وقدافتتحت الأمسية بتلاوة القارئ " رشيد أزيوال " آيات بينات من الذكر الحكيم،فكانتالانطلاقة بتقديم منشط الأمسية ورئيس نادي التربية على التسامح الأستاذ سفيان ابحيحي الكلمة لرئيس المؤسسة الأستاذ حسن بيضاء الذي استهلها بالترحيب بالحضور وشكر الشاعرة عائشة إذكير، بالإضافة إلى التنويه بالمجهودات التي يبذلها أعضاء نادي التربية على التسامح أساتذة وتلاميذ في تنشيط الحياة المدرسية، لينتقل بعد ذلك إلى التذكير بفكرة الاحتفال باليوم العالمي للشعر الذي أقرته منظمة اليونسكو باعتباره احتفالا بالكلمة الصادقة المعبرة عن وجدان الإنسان؛ ذلك لأن الشعر كان ولازال وسيظل أصدق تعبير عن خلجات النفس البشرية، إذ انه الحضور المشع في غابة الروح، وهو الصباح الدائم فيها. لذلك لا يمكن أن نتصور الحياة من دون دفء الكلمات. هذا الدفء الصادق هو ما يجعل الإنسان يواجه قلقه الوجودي وأسئلته الحائرة بحثا عن معنى الأشياء وفقا لجوهرها وصميمها اللذان لا يدركهما العقل والمنطق بل يدركهما الخيال والحلم.تلتها كلمة منسق نادي التربية على التسامح التلميذ محمد أباح الذي شكر الحضور والشاعرة وأعضاء النادي، ثم بين أن هذه الأمسية الشعرية تأتي في إطار تنفيذ النادي لبرنامجه السنوي الذي يتضمن تخليد مجموعة من الأيام الوطنية والدولية من بينها اليوم العالمي للشعر الذي يصادف الواحد والعشرين من مارس كل سنة، لينتقل بعد ذلك إلى تحديد أهداف النشاط المتمثلة في تشجيع الإبداع والمبدعين، وصقل المواهب الإبداعية الصاعدة، ومد الجسور مع المحيط الثقافي والاجتماعي،مختتما كلمته بالتذكير بمكانة الشاعر في المجتمع ودور الشعر في تهذيب النفس البشرية وتنبيه الخواطر واجتلاب المكارم الحميدة والقيم النبيلة. بعد ذلك انطلقت فقرة القراءات الشعرية لكل من الشاعرة التي قدمت قصائد شعرية متنوعة باللغة العربية، وأخرى بالامازيغية كان لتلامذة أربعاء الساحل شرف السبق للاستماع لها، وتشريفا لهم أيضا تعمدت الشاعرة ارتداء الزي التقليدي. وقد كان لهذه القصائد صدى قويا في نفوس التلاميذ المتعطشين لرحيق الشعر وسحره، فتعالت على إثر تلك القصائد أصوات التصفيق والتحية، بعدها قدم الناشط والطالب محمد أوجامع قراءة في بعض قصائد الشاعرةالتي كشف فيها عن ألق الرؤى والكلمات التي تحاول الشاعرة إفراغها من محتوياتها المألوفة، واستأصالها من سياقها المعروف، وشحنها بأخرى عبر إعادة تشكيل العلاقات والقرائن بين الألفاظ حتى تخرج اللغة من سكونها، كما بين أن قصائد الشاعرة تكتسي طابعا حداثيا على مستوى الموضوعات، والبناء الأسلوبي… كما عرفت الأمسية مشاركة مجموعة من التلاميذ الذين أتحفوا الحاضرين بقصائد شعرية باللغة العربية، وباللهجة الحسانية لقيت استحسانا كبيرا من طرف الشاعرة و الحضور الذي حج إلى الثانوية بكثافة،ولم يفت الأمسية شرف الاحتفاء أيضا بالمسرح، إذ قدمت الفرقة المسرحية المكونة من تلاميذ الجذع المشترك الأدبي 1 مسرحية بعنوان"اللغة العربية تقاضي أبناءها" نقلت الحاضرين إلى سحر الحركة والحدث، ووجهت رسالة إليهم بضرورة الاهتمام باللغة العربية والعناية بها. ولخلق جو من التنافس دخل التلاميذ في مسابقة ثقافية شعرية أطرها التلميذ " العربي الضليمي "، أدخلت البهجة والسرور في نفوس التلاميذ. ثم تفضلت الشاعرة بإهداء نسخ من ديوانها "أنين الروح" للمكتبة المدرسية بالمؤسسة. وفي الأخير جدد رئيس المؤسسة الشكر والعرفان للشاعرة التي تحملت مشاق السفر للحضور والتواصل مع التلاميذ، وجميع الأطر التربوية والإدارية وكل الحاضرين الذين ساهموا في إنجاح هذا اللقاء الشعري.فسلم للشاعرة شهادة تقديرية تحت تصفيقات الحضور، فانصرفوا ولسان حالهم يقول:" ياليت الأمسية استمرت لوقت أطول".