عقد الموسم الديني السنوي للمدرسة الدينية العتيقة أبومروان، يومي الخميس 30 شتنبر و الجمعة فاتح أكتوبر 2010 بدوار تكانت أوكديد قبيلة إداوسملال، أنموكار بومروان بقي محافظا على مميزاته التقليدية و جابه الديني المحض، و كعادة سملالة و خاصة الدواوير و المداشر الراعية للمدرسة العتيقة حرصوا على توفير كل الجهد و المساهمة و الدعم لإنجاح الموسم، و في يوم الخميس تم انطلاق الموسم بذبح عجلين و توزيع لحومهما على مختلف تكاسين بالدواوير المحيطة و التي ستقوم السملاليات بتحضير العشرات من أطباق الكسكس المميزة بالبيض و اللحم و الخضر، و يتم تقديمها لضيوف الموسم، كما تعرف المدرسة بومروان تقاطر العديد من الوفود التي تمثل المدارس العتيقة بمنطقة سوس، و خاصة طلبة و فقهاء و شرفاء تازروالت و ممثلي المدرسة العتيقة لسيدي أحمد أوموسى، و خاصة عندما نعرف مدى الترابط التاريخي بين المدرستين و الناتجة عن العلاقة بين سيدي أحمد أوموسى و أبو مروان، بحفاوة و كرم الضيافة يستقبل السملاليون هذه الوفود و التي تكرس جزءا كبيرا من وقت تواجدها بالمدرسة العتيقة للذكر و العبادة، حيث تصدح مكبرات الصوت طوال الليل بتلاوات جماعية للقرآن الكريم و الأمداح النبوية و قصائد دينية بالأمازيغية، حيث تبعث على الخشوع في قلب جبال سملالة الشامخة، في مساء الخميس الجمعة تم تقديم أكلات تقليدية مثل تاكولا و الطاجين في مأدبة عشاء جماعية على شرف الحاضرين و التي تم فيها ضيافة ما يناهز الأربعمائة شخص، و بعد ليلة طويلة من الذكر و العبادة يقوم سكان المناطق المحيطة و الراعية للمدرسة العتيقة بجلب العشرات من أطباق الكسكس التقليدي المميز لتقديمه لزوار و ضيوف الموسم، و قد تم هذا العام تقديم ما يناهز السبعين طبقا، قبل أن يختم الموسم بالدعاء الجماعي حيث رفع شرفاء و ساكنة قبيلة إداوسملال أكف الضراعة إلى العلي القدير بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالنصر و التمكين و أن يحفظه بما حفظ به الذكر الحكيم و يقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن و يشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد و سائر أفراد الأسرة الملكية. و رغم ان عدد الحضور لهذا العام كان أقل من سابقيه الا انه عرف حضور ما يناهز 400 شخص كما حضره كل من رئيس الجماعة القروية لتيزغران السيد الحسن بن شقرون، و قائد إداكوكمار السيد بوشعيب البزراوي، و عدة فعاليات و شخصيات محلية و فقهاء العديد من المدارس العتيقة بسوس، و قد تم عقد الموسم يومي الخميس و الجمعة بعد ان كان العام الماضي قد عقد يومي الجمعة و السبت و هو ما قد يفسر الفارق الكبير في أعداد الزوار بين العامين، بسبب غياب أبناء سملالة المقيمين بمختلف المدن الوطنية حيث فضل كثيرون منهم عدم الحضور على غير عادتهم، و قد طرحت تساؤلات عديدة حول دور جمعية المدرسة العتيقة بومروان التي تتهم بالتقصير في رعاية الموسم بالشكل المناسب، و يدعوها البعض للإقتداء بنظيرتها أي جمعية المدرسة العتيقة للآتعزة السملالية، هذا و قد بلغنا ان إعلان موعد سابق غير صحيح للموسم بإحدى المحطات الإذاعية قد تسبب في إرباك موعد حضور بعض الزوار، و إذا كان موسم بومروان يثبت ان سملالة متمسكون بالحفاظ على موروثهم الديني و الثقافي، و انهم ينجحون موسم بومروان رغم غياب دعم عدة فعاليات جمعوية و خاصة المعنية بالمدرسة العتيقة، و يرجع الفضل في ذلك الى المنظومة القديمة المتوارثة أبا عن جد و التي تجعل كل سكان المناطق السملالية الراعية للمدرسة العتيقة يستطيعون بمساهمات جد رمزية قد تتمثل في بعض الحطب لكل تكاس أو الزرع أو ثمار اللوز و الأرغان، كل ذلك يغني المدرسة عن الإعتماد و الإتكال على مصدر وحيد قد يؤدي زواله لتوقف هذه المناسبات الدينية المميزة لقبيلة إداوسملال. مقتبس عن مدونة www.samlala.com