قد لا يختلف اثنان على أن الكوارث الطبيعية عامة والفيضانات خاصة لا تستطيع قوة على وجه البسيطة صدها،مهما بلغت قوة البلد الإقتصادية،إلا أننا لا يجب أن نستسلم لها بذات السبب،ولا يقبل منا أن نبرر النتائج بالقوة الإلهية القاهرة،ولعل ما حدث بواد تمسورت بين جماعة تيمولاي وبلدية بويزكارن بإقليم كلميم،يجعلنا نطرح أكثر من تساؤل،لعلنا نستبطن الأسباب كي لا نحجب الشمس بالغربال.فأول تلك الأسباب هو أن الطريق التي وقعت بها الفاجعة بنيت منذ عهد الإستعمار،ولم تلتفت إليها الحكومات والمجالس المنتخبة المتعاقبة على الحكم منذ الإستقلال إلى اليوم، خصوصا فيما يتعلق بمنشآتها الفنية كالقناطر ،مما يطرح سلسلة علامات الإستفهام،باعتبار أن الشطر الأول الرابط بين جماعتي تيمولاي وإفران أ/ص،أنجز السنة الماضية فقط، ولم تسجل عليه أضرار بليغة ،فيما بقي الشطر الثاني في لائحة الإنتظار ،وهذا هو السبب الأول للفاجعة.أما السبب الثاني فيكمن في عدم تفعيل لجان اليقظة ،التي من المفروض أن تكون جاهزة بكل وسائلها اللوجستيكية اللازمة ،وانتظار أوامر ملك البلاد ليتحرك الجميع ،لكن بعد فوات الأوان،إذ كان من الواجب إغلاق تلك الطريق في وجه مستعمليها منذ إذاعة النشرة الإنذارية بالقنوات والإذاعات الوطنية،والتي لم يتم التعامل معها بالحزم اللازم.أما السبب الثالث فيتجلى في تهور السائق الذي لم يتخذ الحيطة والحدر هو ومن معه من الضحايا.لكن ما يحز في النفس هو كيفية التعامل مع تلك الأزمة من طرف المسؤولين بالإقليم،حيث الغياب التام لروح المواطنة ،بدليل أن المواطنين هم من يبحثون عن الجثت وهم من يقومون بمحاولات الإنقاذ بوسائلهم البدائية،بل إن كرامة الشهداء تم تدنيسها حيث حملت على الشاحنات التي تخصص لحمل النفايات.فماذا سيكون رد فعل هؤلاء وأولئك المسؤولون على حماية المواطن وممتلكاته؟؟وهل سيتعلم المنتخبون الدرس من الفاجعة،أم أننا سنلدغ من الجحور مرات ومرات لأننا لسنا مؤمنين؟