كتب الزميل رشيد عبد الواحد شهادة منه على صفحته على الفيس بوك خص بها الجسم الصحفي بمدينة أكادير حاضرة جهة سوس ماسة درعة بل ولامس من خلالها مؤشرات جهوية لواقع هذا الجسم، ونظرا لعمقها وارتفاع منسوب الصدقية بمضمونها، ولأنها صادرة من زميل نكن له كل التقدير والاحترام ونعترف له بالريادة والمصداقية في المجال الإعلامي الجهوي لما راكمه من تجارب عملية مع مختلف المنابر والأجناس الصحفية، نستميح زميلنا رشيد في أن نتقاسم مع قراء تيزبريس أفكاره وآراءه، علنا نساهم معه في إيصال ما تحمله من رسائل واضحة ونرتقي بالممارسة الصحفية النبيلة بربوع هذه الجهة العزيزة، وفي مايلي نص الشهادة: في سنوات الثمانينيات من القرن الماضي كان المشهد الإعلامي بأكادير يضم صحافيين مهنيين يعملون في الإذاعة الجهوية ومكتب وكالة المغرب العربي للأنباء، والزميل الحبيب أغريس بمكتب جريدة العلم، وما تبقى هم صحفيون منتسبون يعملون كمراسلين لجرائد مكتوبة اتذكر من بينهم : لحسن الجيخ مراسل جريدة لوماتان محمد ريال مراسل جريدة لوبينيون محمد مريطو مراسل جريدة لوبينيون لحسن منتصر مراسل جريدة الإتحاد الإشتراكي البشير مصديق مراسل جريدة الإتحاد الإشتراكي الحسين أومشيش مراسل جريدة الميثاق الوطني فؤاد أومشيش مراسل جريدة الصحراء المغربية محمد ولكاش مراسل جريدة الرياضة وجريدة الأبطال أحمد المتوكل مراسل القسم الرياضي لجريدة رسالة الأمة الحسين العلالي مراسل جريدة المنتخب ثم البيان وبيان اليوم عبدالواحد رشيد مراسل القسم الرياضي لجريدة السياسة الكويتية محمد بليهي مراسل جريدة بيان اليوم العمالكي السعودي مراسل جريدة البيان احمد اوبيهي مراسل جريدة أنوال إبراهيم بيسطارين مراسل جريدة المنظمة عبداللطيف سباطة مراسل القسم الرياضي لجريدة العلم أعتذر في حالة نسيان ذكر أحد الزملاء، لكنني لن أنسى أن هؤلاء الزملاء كانو يمارسون الصحافة بمهنية عالية مع الإحترام التام لأخلاقيات مهنة الصحافة. لكن …..لكن ……..لكن بداية الإنعراج والانحراف كانت مع بداية سنوات التسعينيات من القرن الماضي ، كيف ؟ الانحراف عن المهنية وعن الأخلاقيات المطلوبة في مزاولة مهنة الصحافة سواء كان صحفيا مهنيا أو صحفيا منتسبا جاء فجأة مصاحبا لصدور العديد من الجرائد المحلية في سنوات التسعينيات، إكتشف بعض الأميين أن إصدار جريدة لا يتطلب سوى عدد قليل من الوثائق ولايشترط المستوى العلمي والثقافي، هذا ما حدا بأشخاص لم يسبق لهم ولوج المدرسة وفي أحسن الأحوال حصلو على الشهادة الابتدائية لإصدار جرائد، حينها ما تزال المطابع غالية ويتطلب إصدار عدد من جريدة غير ملونة مبلغا قد يقل عن 5000 درهم، وهذا المبلغ في ذلك الوقت كان باهضا، هؤلاء لم يكونوا يتوفرون على تلك المبالغ المالية ومن تم الالتجاء للتسول والإرتزاق لجمع المبلغ. مدير جريدة محلية بإنزكان يعرض بطائق الصحافة للبيع على حاملي البضائع ( طالب معاشو) في سوق الجملة مقابل 200 درهم يساعدونه بها كل شهر لطبع العدد الجديد، يقبل المساكين على شراء بطائقه حيث يعتقدون أن بطاقة الصحفي هذه ستنفعهم لطلب الفيزا لِلْحْرِيكْ. ومدير جريدة بأيت ملول يبيع البطائق لسائقي سيارات الأجرة، لدرجة أن سائقي سيارات الأجرة الصغيرة بإنزكان يتوفرون على بطائق جريدته. ليست البطائق الأسلوب الوحيد للارتزاق، بل هناك عشرات الأساليب الأخرى مثلما يفعل أحدهم حيث يعين عشرات المراسلين بكل مناطق سوس ويطلب منهم التركيز على فضح الخروقات التي يقوم بها المسؤولون وحينما يتوصل بمراسلة يتصل برئيس الجماعة ويطلب مقابلا ماديا حتى لا ينشرها. الصحافة الورقية المحلية توقف جلها عن الصدور في السنوات الأربع الأخيرة وحلت محلها مئات المواقع الإلكترونية ولم يعد يستطيع مرتزقة الصحافة التحرك بنفس الوثيرة اعتمادا على صحفهم الورقية المحلية، وإن كان للصحف الإلكترونية من إيجابيات تذكر فهو قضاؤها على صحافة الرصيف هذه . وحتى لا نتهم مرة أخرى بالتعميم، أشير لوجود بعض التجارب في إصدار صحافة محلية جادة منها من لايزال شامخا وصامدا في الميدان مثل جريدة مشاهد، وجريدة الانبعاث، وجريدة أكادير، ومنها من توقف مثل منبر الجنوب وغيرها. وحتى لانتهم بالتعميم أيضا في الصحافة الإلكترونية التي انتقلت لها أعطاب الجرائد المحلية الارتزاقية، يجب الإقرار بوجود مواقع جادة مثل أكادير 24 و تزبريس وتزنيت 24 وأكادير الآن واكادير نيوز وغيرها . عبد الواحد رشيد https://www.facebook.com/abdeloihid.rachid?fref=