في إطار المواكبة الإعلامية لردود أفعال الفعاليات الأمازيغية إزاء ما صرح به رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بالرلمان، عبد اللطيف وهبي، حيث وصف المشروع السكني تامسنا قائلا "إن هذه المدينة ما تصلح غير لشي شلح يبيع فيها الزريعة"، كتب احمد عصيد في هيسبريس مقالا اعتبره البعض "مهادنة وتبرءة" لحزب الأصالة والمعاصرة - على غير عادة عصيد في مثل هذه المواقف - وأثار موقفه هذا عدة ردود فعل قوية على الشبكة العنكبوتية. وفي هذا الإطار توصلت تيزبريس بمقال من الفاعل الأمازيغي، سعيد الفرواح، عضو مجموعة العمل الشبابي الأمازيغي، يرد فيه على عصيد قائلا بأن عصيد يحاول من خلال مقاله "تجنيب السيد وهبي... وحزب الأصالة و المعاصرة أي حملة ضده من قبل الأمازيغيين"، وأضاف الفرواح أن التصريح اليتيم لأحمد عصيد يخدع القارئ الغير المتأني، وهو ضمنيا يبرئ السيد وهبي من تهم العنصرية واحتقار الأمازيغيين. نترككم مع رد سعيد الفرواح،مع مقال عصيد المنشور في هيسبريس، بعد استئذانها. عصيد يدافع عن وهبي .. مول الحانوت السياسي ما صرح به عبد اللطيف وهبي حول الشلح الذي يبيع الزريعة، كان من المفترض أن يثير ردود فعل قوية من لدن فاعلين و تنظيمات أمازيغية مغربية، ومن طرف الإعلام الأمازيغي خاصة الإلكتروني، نظرا لمكانة وهبي كرئيس لفريق برلماني واعتبارا لخطورة وسياق التصريح وما يحمله من احتقار بين ونظرة دونية وعنصرية بالغة، لكن للأسف مواقع الكترونية كثيرة لم تنشر أي شئ، بما في دلك تصريح عبد اللطيف وهبي وردود الفعل دون المتوقع، كأن هناك إرادة لغض الطرف عن الأمر وتجنيب السيد وهبي و حزب الأصالة و المعاصرة أي حملة ضده من قبل الأمازيغيين، وباستثناء تصريح يتيم نشره موقع الكتروني للسيد أحمد عصيد ، فموقع واحد محسوب على الأمازيغيين تحدث عن التصريح العنصري لوهبي وواكب مختلف ردود الفعل حوله ، وحتى تصريح السيد أحمد عصيد الذي يخدع القارئ الغير المتأني ، هو ضمنيا يبرئ السيد وهبي من تهم العنصرية واحتقار الأمازيغيين ويتجلى دلك فيما يلي: أولا : السيد عصيد في مقاله عن تصريح وهبي ، تجنب كليا استعمال مصطلحات من قبيل العنصرية، الإحتقار و الدونية في وصف ما صدر عن وهبي، وهو تغييب متعمد ولا شك من فاعل أمازيغي يدرك جيدا قيمة المصطلحات، وبدل ذلك استعمل السيد احمد عصيد مصطلحات بديلة لوصف تصريح وهبي من قبيل ، (تصريح أخرق.. يفتقد للحس السليم ..لا يزن كلامه .. تكرار صورة نمطية .. غير مقبول.. وعي شعبي منحرف .. أمازيغي) وبالتأكيد السيد عصيد يبدو وكأنه يتحدث عن ظاهرة كانت سائدة حتى ليبدوا السيد وهبي مجرد ضحية أمي، لا يقع اي لوم على عاتقه بل تأثر بصورة نمطية عن الامازيغ روجت لها الدولة سابقا ومعها كل عروبيي المغرب لخلق عقد نقص للأمازيغ اتجاه ثقافتهم ولغتهم. ثانيا : السيد أحمد عصيد يخبر العموم بحقيقة ربما يجهلونها وهي أن السيد وهبي أمازيغي وصوت عليه أمازيغيون، والصحيح أن وهبي شلح مستلب والمقعد الانتخابي الذي حصل عليه تم بتدخل التماسيح والعفاريت، بعد أن تراجع محمد ساجد العمدة الحالي للدارالبيضاء عن الترشح بدائرة تارودانت الشمالية، ووهبي برلماني الى أجل مؤقت لأن هناك طعن في مقعده لدى المحمكة الدستورية، بشكل أو باخر السيد عصيد يعتبر كلام وهبي غير ذي خطورة وغير عنصري ولا يحتقر الأمازيغ، كما يشكك في صحة المنسوب لوهبي ويفترض أن يكون الأمر مجرد زلة لسان ويلوم الساحة السياسية التي تحولت الى مسرح للتهريج و للمواقف الصبيانية غير المشرفة. ثالثا : السيد احمد عصيد لم يحمل المسؤولية بشكل مباشر للسيد وهبي ولم يتهمه أية اتهامات مباشرة، وبالتالي لم يطالبه بالاعتذار أو حتى توضيح كلامه، وتجاهل كليا الإشارة إلى حزب الأصالة والمعاصرة، وبدل ذلك لجأ إلى وضع افتراضات والتماس تفسيرات لتمييع ما قيل والتقليل من شأنه وإفراغه من حمولته القدحية والعنصرية. من الوجيه أن نتساءل ماذا لو كان التصريح صادرا عن برلماني من حزب أخر، وماذا لو كان صادرا من برلماني عن حزب العدالة والتنمية، وأترك القارئ الكريم ليتصور الشكل الذي ستكون عليه ردود الفعل الأمازيغية، التي بالتأكيد ستكون مغايرة، ولننهي مقالنا بتساؤل وجيه أخر حول المتحكم المفترض في مواقف مجموعة من فاعلي وتنظيمات الحركة الأمازيغية بالمغرب هل هو مرجعية هذه الحركة ومصلحة القضية التي تتبناها أم هناك اعتبارات أخرى، كالقرب من حزب الأصالة والمعاصرة على سبيل المثال. سعيد الفرواح - عضو مجموعة العمل الشبابي الأمازيغي عصيد: مَا قالهُ وهبي عن "الشلح" يعكس وعيا شعبياً منحرفا هسبريس- محمد الراجي السبت 03 نونبر 2012 - 19:00 وصف الباحث والناشط الأمازيغي أحمد عصيد، كلام عبد اللطيف وهبي، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، عندما قال بأن "مدينة تامسنا ما تصلح غير لشي شلح يبيع فيها الزريعة"، (وصفه) ب"التصريح الأخرق". وأضاف عصيد، في اتصال مع هسبريس قائلا: "إذا صحّت نسبة هذا الكلام إلى السيد وهبي فكلامه يعتبر تصريحا أخرقَ يفتقد إلى الحسّ السليم، كما أنه ينطوي على نكران للجميل، لأن السيد وهبي، يقول عصيد، إن وُجد في البرلمان ويرأس فريقا برلمانيا، فبفضل هؤلاء الذين يسخر منهم". وأردف رئيس المرصد الأمازيغي للحقوق والحريات في ذات الاتصال، أن "عبد اللطيف وهبي هو ابن سوس، والذي أوصله إلى البرلمان هو أصوات أبناء الأطلس الصغير حيث ترشح في الانتخابات التشريعية الماضية، وهم في معظمهم، يضيف عصيد، يشتغلون في التجارة الصغرى، ويساهمون في تنمية اقتصاد البلاد، بتضحيات كبيرة وصبْر وأناة". وعن السبب وراء تلفظ عبد اللطيف وهبي بتصريحه أكد عصيد أن ما قاله رئيس فريق الأصالة والمعاصرة يعكس وعيا شعبيا منحرفا، تشكل خلال مراحل سابقة عن "الشلح مول الحانوت"، باعتباره يرمز لحياة بئيسة عمادها الشحّ والتقتير، وهذه صورة خاطئة مصدرها عدم فهم وضعية التاجر السوسي الصغير، باعتباره، حسب نفس المتحدث دائما، يعمل من أجل موطنه الأصلي الذي تخلت عنه الدولة المركزية. "التاجر السوسي الصغير يجمع المال من أجل عائلته التي تركها عرضة للفقر والنسيان" يقول عصيد، مضيفا أن تجار سوس الصغار، خصوصا الجيل الثاني والثالث، يوجون اليوم في وضعية أفضل من الجيل الأول التي تشكلت حوله تلك الصورة التي ليست في محلها. وحول ما يجب القيام به من أجل الحدّ من مثل هذه التصريحات، قال عصيد إنه من غير المقبول أن يتمّ تكريس هذه الصور النمطية من طرف برلماني وصل إلى البرلمان عبر أصوات هؤلاء التجار الصغار، مردفا أنه من المطلوب من الوزراء والبرلمانيين وكل من يسيّر الشأن العام أو يعمل في مجال السلطة التشريعية أن يحرصوا على احترام المغاربة ومكتسباتهم، وتجنّب الوقوع في مثل هذه الأخطاء، "لأننا، يضيف عصيد، لاحظنا في الآونة الأخيرة أن الحياة السياسية والبرلمانية في المغرب أصبحت مسرحا للتهريج ومواقف صبيانية غير مشرفة". وتعليقا على التصريح الذي سبق أن أدلى به عبد اللطيف وهبي لهسبريس، والذي قال فيه إنه "لم ينو أبدا الإساءة لأي مواطن مغربي كيفما كان عرقه ولونه"، ردّ عصيد متسائلا: "وهل يعتبر السيد وهبي نفسه قادما من مكان آخر غير المغرب؟ هو مغربي أمازيغي ينتمي إلى عائلة معروفة في تارودانت، مردفا أن كلامه (أي عبد اللطيف وهبي)، إذا كان مجرد زلة لسان "فهذه معضلة كبرى، تدلّ على أنه لا يزن كلامه جيدا"، يقول عصيد.