إذا كانت الأمسية الأولى برسم فعاليات النسخة الخامسة لمهرجان "تيميزار" للفضة قد بصمت على بداية قوية، فإن سهرة أمس الأربعاء والتي حج إليها جمهور ملأ ساحة الاستقبال عن آخرها، كانت بشهادة الجميع سهرة " ثورية " وملتزمة، أبطالها رواد الظاهرة الغيوانية، مجموعة ناس الغيوان التي ذاع صيتها داخل أرض الوطن وخارجه، ومجموعة إزنزارن إيكوت عبد الهادي عمالقة ظاهرة تزنزارت. ناس الغيوان بقيادة " عمر السيد " الذي بدا بعكازه متوسطا المجموعة، أدت أمام الحاضرين كشكولا رائعا من خالداتها الملتزمة التي تناولت في مجملها هموم الشعب المغربي ومعاناة فئات عريضة من الشرائح المقهورة في المجتمع. "مهمومة "، " غير خدوني "، " الله يامولانا " مقاطع من أخرى جعلت عشاق الظاهرة الغيوانية يرددونها مع زملاء عمر السيد في لوحة تعبيرية أبطالها جمهور يعشق الفن الملتزم قدم من مدينة الفضة ومن مختلف ربوع المغرب من أجل التوقيع على الحضور بساحة الإستقبال. وكان عبد الهادي إيكوت بطل الأمسية بامتياز والفنان الذي انتظره الصغير والكبير، وكعادته فوق المنصة "شاكس " قائد مجموعة إزنزارن الجميع قبل أن يطلق باقة من أروع أغانيه التي تعود لثمانينات القرن الماضي حتى بداية التسعينيات منه، من قبيل " نتغي "، " إمي حنا "، " وازين"، " غصاد إزري "،" لكمي سوغاراس " وغيرها. ولعل أبرز ما ميز السهرة هو الجماهير الغفيرة المقابلة للمنصة، والتي رفعت إبان عرض مجموعة إزنزارن شعار " تيزنيت يا نوارة خرجوا عليك الشفارة "، الأمر التي استدعى تعزيز المكان بقوات أمنية إضافية، كما حضرت القضية الفليسطينية بتيزنيت، عندما شوهد علمها مرفوعا من قبل شباب في عرض المجموعة ذاتها إلى جانب الأعلام الأمازيغية. ويؤكد جل المتتبعين أن سهرة أمس الأربعاء كانت سهرة " ثورية " بامتياز، أحيتها مجموعتان ذاع صيتهما في سنوات الثمانينات والتسعينات، عندما كان التغني بالواقع السياسي والإجتماعي حكرا على فئات دون غيرها. وكانت مجموعة أيت ماتن المحلية قد افتتحت برنامج الأمسية، تلتها مجموعة الفنان الصاعد الحسن أنير والفكاهي الحسن شاوشاو.