على بعد عشرات الأمطار من ودادية الخير تقع المجزرة الجماعية لجماعة الركادة بإقليم تيزنيت، على ضفة وادي أدودو إلى جانب المطرح العشوائي للنفايات المنزلية الطلبة . موقع يسمح لأي شخص بزيارة هذه البناية دون أدنى مشقة أو عناء خصوصا وأنها تقع مباشرة إلى جانب الطريق الإقليمية رقم 1906 الرابطة بين آيت براييم وأولاد جرار. إن أي زائر أو متتبع مهما بلغ شأنه، بإمكانه أن يلحظ بطرف من عين الوضعية الكارثية التي آلت إليها هذه المنشأة الجماعية نتيجة الإهمال واللامبالاة، فبابها مشرع ليلا ونهارا، مفتوح على مصراعيه لجميع أنواع الكائنات التي تعيش بالمطرح العشوائي، صنبور الماء المفتوح على الدوام والأحوض الممتلئة تقدم ماء الشرب لكل طالب وعطشان، إنسانا كان أو حيوانا، الذباب وجميع أنواع الحشرات تجد ما يكفيها من أزبال ودماء وفرث داخل المجزرة وخارجها حيث تتعمد الشاحنة التابعة لبلدية تيزنيت، بكل وقاحة وإذلال؛ إفراغ حمولتها من المياه العادمة على مقربة من بناية الجزر. يحدث هذا، للأسف، في عهد التغيير، بالجماعة التي تعتبر نفسها ثاني أهم جماعة بالإقليم من حيث عدد السكان، دون أن يتحرك المسؤول الأول عن السلامة الصحية للمواطنات والمواطنين بالجماعة، وفي غياب تام لأعضاء المجلس الجماعي الذين يفضل جلهم استهلاك اللحوم المعدة بالمجازر البلدية بكل من تيزنيت وإنزكان وأكادير.