بفضل نباهة وفراسة أحد موظفي المقاطعة الأولى التابعة لبلدية تيزنيت، تم اعتقال عون سلطة سابق وهو في حالة تلبس بصدد انتحال صفة باستعمال البطاقة الوطنية لشخص آخر وتم إحالته أمس على وكيل الملك لدى المحكمة الإبتدائية بتيزنيت في انتظار أن تقول العدالة كلمتها في شأنه. وتعود تفاصيل هذا الملف الذي يعتبر سابقة بتيزنيت إلى صباح أمس ، حين تقدم عون سلطة المدعو (أ. محمد) من الساحل إلى مصلحة المصادقة على الوثائق بالمقاطعة الأولى بساحة المشور قصد المصادقة على إشهاد بالتنازل على شكاية، لكن فراسة ونباهة الموظف المكلف بالمصادقة شك في الأمر وبمجرد استفسار المعنى (أ. محمد) عن أسباب التنازل عن الشكاية وحول هويته، اختفى عن الأنظار وسط مجموعة من المواطنين الذين ينتظرون دورهم، ليحتفظ الموظف بالبطاقة الوطنية التي تحمل معلومات، تبين للمصالح المعنية أنها لشخص آخر غير الذي تقدم بها (أ. محمد). وبعد ساعات، جاء شخص آخر، يدعى (ه. الحسين) من الساحل، يطلب من الموظف المذكور تسليمه بطاقته الوطنية مدعيا أنها ضاعت منه بمدينة تيزنيت، ولما استفسر عن من الذي أخبره بوجود بطاقته الوطنية ووثيقة التنازل التي تحمل اسمه ومعلوماته، أخذ يتلعثم ويتذبذب في الحديث… ليتم الاحتفاظ بتدخل الموظفين ورئيس المصلحة والقوات العمومية في انتظار وصول رجال الأمن… ليتم اعتقاله رفقة عون السلطة المُقال من منصبه قبل شهرين تقريبا بسبب تظلمات المواطنين الساحليين التي وصلت ريحتها السلطات الإقليمية والولائية والمركزية. كما بلغ إلى علم تيزبريس أن عناصر الدرك الملكي تدخلت هي أيضا على الخط، حيث سُجلت لدى مصالحها عدة شكايات ضد (أ. محمد) باتهامه بالتزوير واستعمال هويات المواطنين والتوقيع مكانهم دون علمهم. يذكر أن مئات المواطنين الساحليين سبق لهم أن رفعوا عدة شكايات ضد عون سلطة المذكور قبل إعفائه من مهامه، ما جعله يقدم، هو أيضا، مجموعة من العرائض للسلطات تتضمن أسماء رجال ونساء ساحليين تطالب فيه هذه العريضة بإرجاعه إلى منصبه كعون سلطة… ليكتشف مجموعة من الناس أن أسماءهم دبجت في هذه العرائض دون علمهم، ما دفعهم إلى تسجيل شكايات ضده (ضد عون سلطة المقال)… لينتقل الأخير إلى مطالبة هؤلاء المشتكين إلى سحب شكاياتهم، ومن ضمن هؤلاء هذا الشخص(ه. الحسين) الموقوف مع المتهم الرئيسي (أ. محمد). لكن يبقى السر غير الواضح وغير المفهوم، لماذا تكلف عون سلطة المُقال بالتوقيع والمصادقة مكان صاحب التنازل على الشكاية (ه. الحسين) قبل أن يُفشل موظف البلدية هذا المسلسل الدرامي. ومن المنتظر أن تبث المحكمة الابتدائية بتيزنيت غدا الخميس في هذا الملف.