شامخة كالرواسي ، أصيلة كملح البلد ، عنيدة كالصبح يقضم الظلام ، تشبه كل أمهات الوطن وهي تسكن أحشاءها لوعة ممتدة الى عنان السماء ، مقبلة بصخب وغضب ،مدبرة بتواضع جميل وسكون اسيل ، هادرة إن صدحت ، عنيدة إن رشحت تقاسيم وطن مقروءة في أكف كلماتها المعجونة بغبار الكدح ، وأنين التكالى ، وهي التي جعلت الوطن يدنو بعضه من بعض في مناجاة صوفية ، ويمتد ليعلِّم الدنيا اننا هنا صامدون خلف هذا التاريخ العظيم ، موحَدون بعمق الانتماء والمصير ، ليصرخ بالبيان المبين ، والساعد المتين ، وراسخ اليقين ، اننا نولد مع كل إشراقة شمس أملا يسكن تقاسيم طفولتنا العصية على الانزواء أوالموت على أعتاب اليأس المقيت ، أصولها الصحراوية تكتب عنادها المسكون بجميل الوفاء وعذب الانتماء ، ونشأتها السوسية اكسبتها طيبوبة المحيا، وخجل القسمات. تشبهين الوطن في دفئه ، وتسكنين ملامح التاريخ المحفورة في جباه الزمن بالدم والعناد ، تشبهين ابي الذي امتطى تكبيرة الإحرام قبل ان أراه او يراني ذات لقاء، بحضن ممتد حد المدى ، فكانت عزفا منتشيا لسفر مدى الحياة ، وتشبهين أمي المدفونة بعشق في شهقات الفرح ونحيب اللوعة ، تشبهين أمي ، وهي تغسل عن الزمن جحوده دون ان تشعره بدنائته وتطبطب على رأس الحياة علها تُسكِن دروبَها فرحة لاتنتهي الاعلى مدارج الموت المشتهى او على ضفاف اللقاء المشهود ، انت وردة الوطن في أصيل الدلال ، وانت دمعته في ليل النحيب ، ان ت هدير موجه في صخب العناد، انت سكون ضفافه السخية باللقاء ، الباذخة في العطاء ، انت المنذورة لشقاء المثقفين ، الموعودة لحصاد الكادحين ، انت براءة طفولتنا في الشرفات وعلى الطرقات ، وفي مدارس العلم ، ويتم اللحظات. هي آمنة ماء العينيين ، ذات القلبين ، قلب لكل الوطن ، وقلب منذور لكل المحن هي آمنة تكيد بؤس الخصوم وتعري سوءة الحجحود هي الجبل الذي لا تهزه الريح ، لانها عميقة فينا ممتدة في حلمنا