لم يكن الطفل البرئ، ذي الأربعة عشرة سنة واضعا في حسبانه وهو يغادر بيت أسرته بقرية "تمزكو" حوالي 22 كلم عن دار الطالب التي حل بها نزيلا بمركز الجماعة القروية أربعاء ايت احمد بإقليم تيزنيت لمتابعة دراسته الإعدادية بالملحقة الإعدادية محمد الجزولي، أنه سيقع يوما ضحية أشخاص يستبيحون أجساد الأطفال الأبرياء وينتهكون أعراضهم بلا استحياء ولا وقار. بدأ ذلك ،يصرح الطفل لتيزبريس ، يوم صادفه القدر مع شخص في متوسط العمر متزوج وأب ل 6 أبناء ،زوده بمبلغ من المال واستعطفه بجلب خبز من دكان مجاور إلى محله الذي هو عبارة عن غرفة ضيقة بأثاث بسيط ،هناك ،يضيف الطفل،أحكم الجاني قبضته عليه وشرع في مداعبته ومارس عليه شدوده الجنسي ثم أمده بمبلغ 25 درهم محذرا إياه من عواقب البوح بما وقع لأي أحد. وهكذا ،كلما سنحت الفرصة لذلك يستدرج المتهم الطفل الصغير إلى ذات المكان ليمارس عليه الرديلة ببرودة دم بلا رحمة ولا شفقة,ويزوده في كل مرة بمبلغ مالي لا يتجاوز 20 درهم ظنا منه أن ذلك كافيا لشراء صمت الطفل إلى الأبد. لكن سلوكات هذا الأخير التي تغيرت تماما في وقت وجيز فضحت المستور وكشفت الحقيقة ،حيث فطن أحد المربين بدار الطالب إلى انعزالية هذا التلميذ وشروده المستمر وكآبته الغير معهودة ،وفتح حوارا معه حول أسباب حالته النفسية الجديدة إلى أن تمكن بعد جهد كبير من إقناعه بالإعتراف كتابة بالحقيقة المرة التي نزلت كالصاعقة على النفوس. و لم يتوانى المربي في إخبار السلطة المحلية بالموضوع ،التي باشرت بدورها أبحاثا وتحريات أفضت إلى جدية اعترافات الطفل ، ليتم اعتقال المتهم زوال الثلاثاء الماضي ووضعه تحت الحراسة النظرية لدى مركز الدرك الملكي بأنزي بتعليمات من النيابة العامة فيما أجريت الخبرة الطبية على الضحية بمستشفى الحسن الأول بتزنيت.حيث تبين من خلالها أن الطفل يبدي أثار الاعتداء استنادا إلى تصريحات والد الضحية. وفي صبيحة يوم الخميس فاتح ماي 2014 ،أحيل المتهم على أنظار الوكيل العام بمحكمة الأستئناف بأكادير قبل نقله إلى السجن المحلي لأيت ملول في انتظار استكمال التحقيق ،خصوصا أن السلطات المحلية أحالت ملفا لتلميذ ثان يعترف هو الآخر بتعرضه لاعتداء جنسي من طرف ذات الشخص المعتقل. هذا ،وقد أثار الموضوع ردود أفعال الرأي العام والساكنة المحلية وجمعيات مدنية وهيئات تربوية وإدارية تندد بهذا السلوك الإجرامي الذي يضرب في الصميم مجهودات المدرسة في بناء وتربية الأجيال،لعل أبرز هذه الردود موقف السيد النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بتزنيت الذي شجب وبشدة هذا السلوك الإجرامي الذي يستهدف الطفولة البريئة معبرا عن بالغ تأثره جراء الحادث المشين ،ليستقبل بعد ذلك الطفل الضحية بداخل مكتبه بمقر النيابة الإقليمية لمؤازرته ،منوها كذلك بالدور البطولي الشجاع للطفل في فضح من سولت له نفسه العبث بأجساد الأطفال الأبرياء وانتهاك أعراضهم واستباحة كرامتهم بدون وجه حق.