اعتبروا مجرد محرضين لأحداث سيدي إفني والآن تغيرت اشياء كثيرة وأصبحوا مسؤولين بلديين وبرلمانيين مع ذلك طالهم ليلة أمس سيف الإدانة. ففي جلسة ماراطونية بعد زوال أمس الأربعاء، نطقت استئنافية أكادير في حوالي العاشرة ليلا بحكمها في قضية المتابعين في أحداث يوم “السبت الأسود” بسيدي إفني، هكذا أدانت برلماني منطقة أيت باعمران محمد عصام المتوج في الاستحقاق التشريعي الأخير، بأربعة شهور نافذة، نفس المدة أدانت بها رئيس بلدية سيدي إفني محمد الوحداني... والمستشارين بالأغلبية المسيرة لمجلسه: أحمد بوفيم، وعبد المالك الإدريسي، وزكرياء الريفي، المستشارة البلدية خديجة زيان احتفظت بنفس العقوبة التي أدينت بها ابتدائيا، وهي البراءة مع غرامة 1500 درهم بتهمة المشاركة في تظاهرة غير مرخص بها وكانت زيان اعتقلت من أمام السجن المدني بإنزكان عند عيادتها للمعتقلين على هامش أحداث 2008 . نفس العقوبة وزعت على كل المدانين بمدد حبسية تراوحت بين 18 شهر، و 6 شهور. فقد قضى محمد عصام البرلماني سنة ونصف حبسا نافذا فخرج من زنزانة إنزكان، ودخل مباشرة بعدها قبة البرلمان بأصوات كاسحة أطاحت برئيس المجلس الإقليمي، كما قضى محمد الوحداني 10 شهور نافذة فخرج وكون لائحة انتخابية بلدية اكتسحت الأغلبية المطلقة. ورغم تخفيض كل الأحكام، فقد بدا الحكم مخيبا لتطلعات كل الذين حضروا المحاكمة لأن تأييده من قبل المجلس الأعلى للقضاء، يعني إٍرجاع المنطقة إلى نقطة الصفر، وإلغاء المناصب التمثيلية لرئيس البلدية ومستشاريه، وبرلماني المنطقة. ....درات الأيام، فأصبح أعضاء السكرتارية العاطلون مسؤولون يدبرون الشأن المحلي، والوطني، أزاح عنهم الحكم الاستئنافي التهم الجنائية وحول صك إدانتهم إلى جنحة مع ذلك احتفظ بالعقوبة التي قد تكون قاتلة، ففي مرافعات أمس، دعا الأستاذ الحسين بوفيم إلى أن يكون القضاء في مستوى المرحلة تراعي تاريخ المنطقة، والحيثيات التي جرت فيها الأحداث، والثقة الواسعة التي منحت في أشخاص نظر إليهم القضاء الابتدائي مجرد محرضين، ومجرمين. وأن ينظر للمسار التي أخذته المدينة اليوم بعد إنزال المطالب الخمسة للسكرتارية على أرض الواقع..كما قام بوفيم بتشريح كل التهم التي توبع بها المتهمون وفندها واحدة تلو الأخرى” التجمهر المسلح، الاعتداء على موظفين، العصيان، تكوين عصابة...”. النقيب عثمان نوراوي تناول الوقائع في سياقها التاريخي، مؤكدا أن ما وقع بسدي إفني سبق الربيع العربي الذي نعيش اليوم على إيقاعه، ومثلما يدبر الشأن العام اليوم بدول الثورة من اعتبروا مشاغبين،فإن سيدي إفني أعطت النموذج من خلال المستشارين والبرلماني المتابعين بموجب ظروف وحيثيات تجاوزها الركب اليوم فأصبحنا نسمع عنها بكل المدن دون أن يقع ما وقع عشية أحداث ما اصطلح عليه بيوم السبت الاسود. النوراوي تحدث عن النكسة التاريخية التي عاشتها المدينة بعد طرد الإسبان سنة 1969 وما تلاها من تهميش وعدم اعتراف، فتحولت المدينة من مركز يشبه ماربيا إلى خراب، وحده السياق التاريخي يمكن أن يفسر ما يجري بإفني عوض النظر للقانون في جزئياته الجنائية أو الجنحة وإسقاطها على الماثلين الذين أصبحوا يقودون عملية التنمية بالمدينة لإنزال الحلم الذي راودهم في السكرتارية المحلية كتنسيقية عن أحزاب وجمعيات ونقابات ينظمها القانون. سوس بلوس