مازالت مظاهر الاحتقان الاجتماعي المرتبطة بمطالب التشغيل وتحسين الظروف المعيشية من صحة والمطالبة باستصلاح الطرق وتوفير الماء والكهرباء لمختلف دواوير الجماعات القروية التي مازالت محرومة من هذه البديهيات الأساسية للتنمية المحلية، تؤثث شارع حاضرة إقليم سيدي إفني. واختلفت تعابير هذه الاحتجاجات باختلاف منظميها، فأمام مقر العمالة تنتصب يوميا خيم ولافتات وترتفع مكبرات الصوت بالمطالب. ... بأحياء بوالعلام وكولومينا نساء وأطفال وشباب يكونون لجنا تنتظر دعوات المسؤولين لها للحوار. والسلطات من جهتها كل مرة تفشل في إقناع هؤلاء على فض اعتصاماتهم وفك خيمهم مرة بالتلويح بالقوة وأخرى بوعود قال عنها المحتجون أن السلطات لا تتقن إلا تدبيج محاضرها دون التزام بمضامينها هدفها الوحيد نزع فتيل الاحتجاجات. جماعات قروية بأحواز مركز الإقليم هي الأخرى تحولت واجهات مقرات السلطات المحلية بها والمجالس الجماعية مسارح لكل أصناف الاحتجاجات، ففي جماعات تانكرفا واصبويا وتيوغزة وإمي نفاست صار الاحتجاج طقسا شبه يومي يعزف فيه الشباب نغمة واحدة تتهم المسؤولين بتهميشهم والالتفاف على اتفاقات سلف تضمينها محاضر أوقفت في وقت سابق موجة الاحتجاجات قبل الاستحقاقات الانتخابية. ومن جهة أخرى تتأهب مجموعات من ساكنة قبيلة أيت الرخاء من جديد لتنظيم أشكال احتجاجية أمام قيادتهم للمطالبة أساسا بما أسموه التوزيع العادل والقانوني للدقيق المدعم وللمطالبة بضمان جودته، وكذا لضمان توزيعه على مدى أيام الأسبوع. وكانت ساكنة أيت الرخاء خاضت مجموعات من الوقفات والاحتجاجات في موضوع الدقيق المدعم وحررت بصدده محاضر سرعان ما تملص منها القائمون على تنفيذها ورجعت الأوضاع إلى ما كانت عليه فتجدد الاحتقان بين الساكنة. إلى ذلك ما زالت تداعيات إغلاق المصالح الإقليمية للصحة المركز الصحي لمنطقة هماد بجماعة سيدي عبد الله أوبلعيد مصدر توتر للساكنة التي أصدرت جمعيتهم بيانا تطالب فيها بالعدول عن قرار الإغلاق مهددة بالدخول في اعتصام للساكنة بمركز الجماعة خاصة بعد فشل محاولاتهم إقناع المسؤولين عن طريق الحوار والتراسل الإداري.