بعدما يزيد عن 15 سنة من العمل المستمر بتفاني و إخلاص، ها هو المسمى "العربي حميدة" البالغ من العمر 60 سنة و أب لخمسة أبناء و زوجة يحرم من مصدر رزقه الوحيد المتمثل في جمع النفايات المنزلية باستعمال عربة مجرورة متحديا إعاقته، و ذلك بعد إقدام المجلس القروي للركادة على استعمال شاحنة لجمع النفايات و طلب منه العمل وفق عقدة كعامل بالشاحنة إلا أن وضعيته الصحية و إعاقته لا تسمح له بذلك، مما اضطره إلى الرجوع إلى عربته المجرورة، إلا أن رئيس الجماعة القروية طالبه -حسب قوله- بالتنقل في الدواوير البعيدة و ترك المجال بودادية الخير و دوار الملعب... -حيث يوجد أكبر تجمع سكاني بالجماعة- للشاحنة، علما أن هذه الأخيرة هي القادرة على التنقل و جمع النفايات المنزلية بتلك الدواوير و ليس العكس، مع العلم أن "العربي حميدة" المبتور الرجل كان يقوم بواجبه طيلة 15 سنة، و لم يسجل عليه أي تقصير و له الفضل الكبير في الحفاظ على نظافة المنطقة، إلا أن إصرار رئيس المجلس القروي على استمرار الشاحنة في جمع النفايات بالأماكن التي يعمل بها هذا الشخص المعاق، أدى به إلى قطع مورد رزقه الوحيد مما دفعه إلى التوجه لجمعية المعاقين لمؤازرته، حيث بعث بطلب إلى السيد عامل صاحب الجلالة بإقليم تيزنيت للتدخل لإنصافه و إيجاد حل لوضعيته التي تزيد سوء يوما بعد يوم، علما أن المغرب تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله يعمل على تبني مقاربة مجتمعية مندمجة في معالجة وإدماج الشخص المعاق في الحياة الاجتماعية، و يتموقع موضوع الشخص المعاق بالمغرب في قلب مبادرات جلالته السامية الرامية إلى دعم وتعزيز وضعية الشخص المعاق، وهكذا فقد عبرت الإرادة الملكية السامية المعلن عنها بقول جلالته في خطاب العرش ل 30 يوليو 2002 " ونجدد التأكيد في هذا الشأن على الأهمية الخاصة التي نوليها للأشخاص المعاقين باعتماد برامج مندمجة تؤهلهم للانخراط التام في الحياة العامة من خلال تكوين ملائم يوفر لهم أسباب العيش الكريم" انتهى المنطوق الملكي السامي. فأين تتجلى مشاركة المجلس القروي لجماعة الركادة في هذه المبادرة السامية فيما يتعلق بهذه الحالة ؟ بل ما القول عندما نجده يسبح ضد التيار في حرمان الشخص المعاق من مصدر رزقة بدلا من خلق و إيجاد فرص شغل له ومساعدته على الاندماج في المجتمع ؟ من هذا المنبر الإعلامي النزيه و الذي نوجه لإدارته كامل الشكر و التقدير و على لسان هذا الشخص المعاق و باسم مجموعة من الساكنة و بعض الفعاليات الجمعوية بأولاد جرار نطالب عامل صاحب الجلالة بالتدخل العاجل، و السماح لهذا الشخص المعاق باستعمال عربته، مع فسح المجال له من طرف الشاحنة التابعة للجماعة القروية في الأماكن التي كان يعمل بها طيلة السنوات الماضية، و على أن يكتفي بما تجود به قريحة الساكنة إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا .