تواصل ظاهرة "التشرميل" احتلال الصفحات الأولى للجرائد المغربية، حيث لا يمر يوم دون الإعلان عن إيقاف بعض "المشرملين" وكشف بعض من أسرار هذه الفئة التي صنعت الحدث خلال الأسابيع الماضية. مجلة الآن، عادت في عددها لهذا الأسبوع لتسلط الضوء على هذه الظاهرة، وكتبت أن "الأسباب التي قد تدفع الشباب والمراهقين إلى التباهي بممارسة الإجرام، مثل الفقر والبطالة والمخدرات، حيث يفسر علم الاجتماع جنوح هذه الفئة من الشباب والمراهقين بمنطق يفيد أن الطبقات الفقيرة والمحرومة في المجتمع تملك طموحات الطبقة البرجوازية، لكن تعوزها الإمكانيات لتحقيق تلك الطموحات". ونقلت المجلة أيضا صوت البعض "الذي يقول إن تلك الصور ليست مفبركة كما روجت لذلك المصالح الأمنية، حيث أن بعض خبراء الأنفوغرافيا أقروا بأن تلك الصور صحيحة، والدليل هو أن الجميع يشتكي من هذه الظاهرة". وحول الظاهرة ذاتها كتبت يومية الناس في عدد الغد إذ أوردت "أن تناول برنامج قضايا وآراء لموضوع التسيب الأمني في حلقته الأخيرة، رفع من معدل مشاهدة هذه البرنامج من 60 ألف مشاهد إلى 200 ألف". في حين أوردت يومية الصباح، أن "الشرطة القضائية التابعة للمنطقة الأمنية الحي الحسني بالبيضاء، وضعت يدها صباح اليوم الخميس، على سبعة من دعاة " التشرميل" بينهم قاصران، وضعوا جميعا تحت الحراسة النظرية والرماقبة القضائية بالنسبة إلى القاصرين، إلى حين عرضهم على النيابة العامة". أما أسبوعية Le Reporter، فخصصت ملفها لانعدام الأمن في الأحياء المغربية، وتحت عنوام " اللاأمن قتلني" تحدثت عن ظاهرة التشرميل، مبرزة عدد الموقوفين خلال الاشهر الماضية، من خلال أرقام الإدارة العامة للأمن الوطني، والذي بلغ أزيد من 103 ألف موقوف". بالرغم من المجهودات التي تبذلها مصالح الأمن لتعزيز أمن المواطنين، فإن المقاربة الأمنية غير كافية للقضاء على مثل هذه السلوكات المنحرفة، فهي أشبه بدر الملح على الجرح. إن دخول المعنيين والمتهمين إلى السجن لن يؤدي إلا إلى ترقيتهم في مراتب الإجرام، ليظل الحل الأنجع كامنا في محاربة الأسباب المؤيدة إلى الظاهرة، مع رد الاعتبار لأدوار الأسرة والمدرسة والإعلام؟