في حفْلٍ أعقب يوما تكوينيا حول دور الصحافة في محاربة الرشوة، نظّمته الجمعية المغربية لمحاربة الرشوة، المعروفة ب"ترانسبارانسي المغرب"، بمدينة الرباط، منحت المنظمة العاملة في مجال مكافحة الرشوة، جائزة أفضل مقاليْن صحافيين حول محاربة الرشوة، في دورتها الأولى، للصحافيين، رشيد البلغيثي من هسبريس، والصحافي محمد السعودني من أسبوعية الأيام. وتُعتبر الجائزة، أوّل جائزة من نوعها تحدثها المنظمة، وذلك من منطلق دعْم الدور الكبير الذي تلعبه الصحافة في محاربة الرشوة والفساد بشكل عام، ورغبة منها في تشجيع الأقلام الصحافية المناهِضة للفساد ولمظاهر الرشوة والارتشاء؛ وتوصّلت لجنة القراءة المشرفة على الجائزة، في المرحلة الأولى بعدد من المقالات الصحافية، غير أنّها كانت في الغالب عبارة عن مقالات رأي وليس تحقيقات صحافية، مما حذا باللجنة إلى تمديد أجل تلقّي الترشيحات. ونظرت اللجنة، المكوّنة من إدريس كسيكس ومحمد العوني ومرية مكريم، في ستّة عشر مقالا صحافيا، توصّلت بها، ووضعت عددا من المعايير لاختيار المقال الفائز بالجائزة، من بينها جودة الموضوع، وزاوية المعالجة، وضبْطُ اللغة والمعطيات والأرقام؛ وآلت الجائزة الأولى للزميل رشيد البلغيثي من "هسبريس" عن تحقيق "هسبريس تزور إبا إيجو وتكشف الفساد الذي ينخر مدينة تيزنيت"، فيما آلت الجائزة الثانية للزميل محمد السعدوني عن أسبوعية "الأيام". وفي كلمته بالمناسبة، طلب رشيد البلغيثي، من الحاضرين التصفيق لمحمد بوطعام، المراسل الصحافي الذي كان أوّل من فجّر قضيّة مافيا العقار بتيزنيت، وعرّف بقضية "إبا إيجو" بعد نشره مقطع فيديو لها أثناء احتجاجها رفقة زوجها أمام المحكمة الابتدائية بتيزنيت، وقال البلغيثي، الذي قدّم بوطعام إلى الحضور، "لا يجب أن نكون ضحية المركز، لأنّ هناك أناسا في الهامش، يساهمون بإمكانياتهم من أجل القضايا العادلة". وأضاف البلغيثي "أنا لا أؤمن بصحافة محايدة، بل بصحافة تنحاز إلى المقهورين، وإلى حقوق الإنسان؛ صحافة تساهم في بناء وطن أحسن"، مشيرا إلى أنّ ترشّحه للجائزة، لأوّل مرّة في مساره المهني، جاء من منطلق "الاحترام الكبير الذي أكنّه لمنظمة "ترانسبارانسي"، والعاملين بها". من جانبه شكر الصحافي محمد السعدوني، المنظمة على تخصيصها جائزة لمحاربة الرشوة والفساد، وقال مازحا "إنّ أهم ما في الجائزة هو أنّ فيها حافزا ماليا". وتناول أعضاء لجنة تحكيم المسابقة في مداخلاتهم ظروف الصحافيين العاملين في صحافة التحقيق، وقالوا إنهم يحتاجون إلى إمكانيات مادية من أجل القيام بجنس صحافي يتطلب الكثير من الوقت وكثيرا من الجهد، خاصة أنّ المؤسسات الصحافية لا توفر، بالشكل المطلوب، هذه الإمكانيات، داعين المؤسسات الصحافية إلى تشجيع الصحافيين على إعطائهم الإمكانيات اللازمة للقيام بعملهم كما يجب، كما دعوا "ترانسبارانسي" إلى مزيد من التدقيق في اسم جائزتها، لتصير جائزة لمناهضة الفساد، بشكل عامّ، عوض الاقتصار على محاربة الرشوة فقط.