نظمت شبكة جمعيات محمية أركان للمحيط الحيوي تنسيقية تيزنيت بدعم من عدة شركاء وبتنسيق مع التنسيقية الاقليمية لضحايا الرعي الجائر وتحديد الملك الغابوي بإقليميتيزنيت وسيدي إفني، نهاية الأسبوع الماضي يومي 15 14 يناير 2012 بالمسبح البلدي بتيزنيت، يومين دراسيين حول وضعية مجال الاركان الملك الغابوي والرعي الجائر تحت شعار : لا تنمية مستدامة بدون مقاربة تشاركية، بمشاركة نخبة من الفاعلين والباحثين في مختلف المجالات المرتبطة بقضايا تنمية مجال الأركان... ضافة إلى عدد من ممثلي الهيئات المدنية والسياسية وممثلي القطاعات الحكومية المعنية بتدبير المجال الترابي المندوبية السامية للمياه والغابات، قسم الشؤون القروية بعمالة تيزنيت، المندوبية الاقليمية للفلاحة، الوكالة الوطنية لتنمية الواحات ومجال الأركان وقد سعت شبكة جمعيات محمية أركان للمحيط الحيوي عبر هذه المبادرة إلى معالجة فتح نقاش جاد وهادف بين كل الفاعلين المعنيين بقضايا تنمية مجال الأركان، من خلال مقاربة تشاركية تعالج الموضوع من مداخل متعددة وزايا نظر مختلفة تمكن من فتح الملفات الشائكة التي شكلت منذ سنين عوائق أمام النهوض بمجال الأركان باعتباره ثروة وطنية طبيعية وبيئية مهددة بالانقراض، في ظل تدهور وضعية شجرة أركان بسبب سوء الاستغلال ثم تنامي الرعي الجائر فضلا عن التحديات الجديدة والمشاكل التي تمخضت عن استمرار قطاع المياه والغابات في تنفيذ ما سمي تحديد الملك الغابوي من جانب واحد. وقد شهد هذا اللقاء في يومه الأول مداخلات متعددة تطرقت إلى موضوعي الملك الغابوي والرعي الجائز من زوايا حقوقية وقانونية وتنموية، حيث قدم المتدخلون عروضا تطرقوا فيها لمختلف التشريعات والقوانين المنظمة للمجال الغابوي بالمغرب، وقدموا في هذا الصدد قراءات في مضامينها ونقدا لطريقة تأويلها وتنزيلها من طرف مصالح المياه والغابات وما ترتب عن ذلك من انعكاسات سلبية على ساكنة المناطق المستهدفة، وفي مقدمتها منطقة أكلو وأيت بعمران التي قدم عدد من ساكنتها صورا من الخروقات والمعانات في شهادات أبرزت الواقع والاحتقان الذي ينذر بالأسوأ في ظل الانعكاسات السلبية للتحديد االغابوي على سائر مناحي الحياة. انعكاسات تفاقمت بزحف الاف رؤوس الاغنام والماعز والابل على مجال الاركان واستباحته بشكل غير مسبوق من طرف مجموعات، تحدثت الشهادات الحية لساكنة الساحل عن تحولها إلى مجموعات إجرامية تعتدي على الساكنة في مالها وعرضها وتستبيح ممتلكاتها الخاصة والعامة مما أفرز تنسيقية محلية تضم ضحايا ومتضرري الرعي الجائر والملك الغابوي بكل من إقليمتيزنيت وسيدي إفني. وقد اختتمت فعاليات اليوم الثاني من هذا اللقاء برفع توصيات تشكل عصارة لما تم التداول فيه، ويرتقب أن تشكل مجالا وبوصلة لترافع مدني وحقوقي مؤطر من قبل مختلف الفاعلين المهتمين بمجال الأركان، من أجل مقاربة تشاركية جديدة تروم أولا وأخيرا توجيه كل المشاريع والمبادرات نحو خدمة مصالح الساكنة المقيمة بالمجال لا مشاريع تعوق التنمية وتضيق الخناق على المواطنين.