مرة أخرى يتضح عبث التكوين المستمر بنيابة إنزكان أيت ملول في الوقت الذي تتهرب فيه إدارة أكاديمية جهة سوس ماسة درعة الحسم في اليوم الدراسي للتكوين المستمر الذي كان من بين الإلتزامات المتفق عليها في محضر بحضور الوزارة والتنسيقية الرباعية إبانها التي كانت تنشد القطع مع أساليب الإرتجالية والفساد المالي والإداري المصاحب له . فإذا كان التكوين المستمر إحدى الحلقات الأساسية الداعمة للممارسة المهنية وإحدى التمظهرات المرحلية لتطوير الأداء الديداكتيكي ، فإن ذلك مازال بعيد المنال في هذه النيابة والنيابات الأخرى على السواء إن لم نقل بات مستحيلا في ظل سياسة الإرتجال و صم الآذان وعدم الأخد بعين الإعتبار مطالب النقابات التعليمية المشروعة في هذا المجال إن اختيار هذا الوقت بالذات والذي يتزامن مع الإمتحانات والمراقبة المستمرة وما صاحب هذا الإجراء قبليا من تنزيل المذكرة المؤطرة لكل مراحل المراقبة المستمرة على المؤسسات التربوية هدف التذكير والأجرأة يعد تناقضا صارخا لمضامينها وضربا لحقوق المتعلم ومبدأ تكافؤ الفرص وهدراً للزمن المدرسي وإرباكا لمنظومة الوحدات الدراسية، ناهيك عن نوعية المصوغات التي نعتبرها بعيدة على الواقع التربوي المتردي الذي تعيشه المدرسة العمومية بالنيابة بالرغم من المال العام الذي رصد لفي ما بات يعرف بالبرنامج الإستعجالي الذي استنفذ عُدَّتَه بدون نتائج ملموسة . إذا كنا نتحدث عن فضاء التكوين بكونه إحدى الحلقات في البناء فإنه في نيابة إنزكان غير مؤهل لذلك حيث يفتقر إلى أدنى الشروط الموضوعية والحقوقية للإستقبال حيث القاعات ضيقة إذا علمنا أنها لن تستوعب إلا أقل من عشرين مستفيداً ، والمشكل يزداد تفاقما بتكديس مقاعد فائضة عن الحاجة في إحدى القاعات (القاعة رقم 3) البرنامج للدورة التكوينية غير متوفر وكذا الوثائق غير مكتملة وغير واضحة الكتابة وتعطى بالتقسيط مما يضفي طابع الفوضى والإزعاج للمستفيدين إثر دخول وخروج المكلفين بالتكوين المستمر ويربك زمن التكوين من خلال التوقفات والإنتظارات حتى يتم إحضار الوثائق حيث أن برنامج اليوم الأول لأحد القاعات (القاعة 3) لم يكتمل حتى اليوم الموالي الذي لم يكتمل كذلك برنامجه ... التكوين في أغلب القاعات يغلب عليه طابع التلقين والإصغاء ، غياب المراجع الخاصة في ما يسمى بالورشات والبحث عنها في قاعة أخرى من حين لآخر تسمع تعليقات من قبل المستفيدين نظير هل نحن تلامذة ؟ هل نحن فعلا أمام تكوين أم أمام وعض وإرشاد ؟ هاذ الناس ضيعو لينا وقتنا و وقت التلاميذ بلا فائدة !!؟ واش هاذ الوزارة ماعرفاش الواقع التربوي فالقسم... والله إلى مهزلة شي وحدين مساكن مافاهمين فالتأطير إلا الخير والإحسان ونساو دورهم فالمؤسسات التربوية واصبحو ساكنين فمقرات التكوين المستمر !!!؟؟ تعليقات كثيرة يطرحها الرأي العام هنا ولا يتسع الوقت لطرحها، وربما ستحرج كل من له علاقة بهذا التكوين . أخيراً لم يبقى إلا طرح السؤال الجوهري و المحرق للمسؤولين الإقليميين والجهويين . ألا تستطيعون وقف هذه المهزلة التربوية وإعادة النظر فيها إنطلاقا من منظومة تربوية مستحضرة لمبدأ حق إشراك الجميع في بناء إستراتيجيتها؟؟ هل أنتم راضون بهذا العبث وهدر المال العام والزمن بدون نتائج في هذه التكوينات ؟؟ أخيراً نقول لكم كفى عبثا بمصير المدرسة العمومية تصبحون على ألف خير