أكد د البشير الهرجاني، في مداخلته ضمن فعاليات الندوة الوطنية المنظمة برحاب دار الشباب المقاومة بتيزنيت يومي 1 و2 فبراير الجاري، والمنظمة من قبل الجمعية المغربية لتكامل العلوم، أن عائلة الشيخ يعزى ويهدى تعتبر من فلول الموحدين الذين فروا من مراكش إلى الصحراء فارين من المرينيين، مستقرا في أسا بعيدا عن السلطة المركزية ومناوئا لها، الشيء الذي جعله يتعرض للتهميش والتغييب والحجب على شاكلة ومصير جميع الثوار، وأشار المتحدث نفسه إلى أن الشيخ لما رأى الدولة المرينية تتمكن ويستتب لها الأمر ترك السياسة ولجأ إلى التصوف وأسس له زاوية بأسا منجيا أبناءه بذلك من المتابعة والاستئصال، غير أن هجوم البرتغال جعل الناس يلتفون حول أحفاد الشيخ للجهاد مما يؤكد حقيقة أن الأحفاد هم الذين باشروا الجهاد وليس الشيخ، وفي نفس السياق ناقش الدكتور إنكار العلامة المختار السوسي لجهاد أيت يعزى ويهدى وسبب ذلك. وفي نفس الاتجاه أكد د محمد بوزنكاض أن التحولات السياسية هي التي فرضت على الشيخ يعزى ويهدى الرجوع إلى موطنه، فارا بنفسه إلى مكان يحقق له المشروعية وهو أسا حيث يوجد قبر جده الرابع سيدي عيسى بن صالح، وفي علاقة الشيخ بالمخزن أكد المتحدث أنه لم يكن مناوئا بقدر ما قدم خدمة جليلة للسلطان في خلق السلم والاستقرار في جو بدوي تطغى عليه الصراعات، مشيرا إلى أن شخصية الشيخ لا ينبغي قراءتها خارج المجال والتاريخ في علاقتها بالشرف والكرامات والنسب، مؤكدا أن الشيخ أمازيغي الأصل وأنه كان له رباط ولم يؤسس زاوية،فهي كانت موجودة قبلها، إنما هو أعطاها انطلاقة وإشعاعا. - الشيخ يعزى ويهدى مكتشف البارود وله معرفة بالكيمياء وصاحب قاعدة عسكرية بأسا: كشف الدكتور أبو بكر العزاوي سليل دوحة آل يعزى ويهدى، وراعي الندوة العلمية، عن كون يعزى ويهدى شخصية إشكالية ملتبسة، كتب عنه الكثير وقيل عنه الكثير، وأن الكثير من الأمور المتداولة عن الشيخ غير محسومة وليس لها جواب نهائي، كما أكد أنه في بحوثه اعتاد تناول جزئية بسيطة يسلط عليها الضوء ويطرح الأسئلة ويستثير البحث، وتناول بمبضع اللساني وصرامة الباحث المدقق موضوع اكتشاف الشيخ للبارود كما ورد في " رجالات العلم العربي في سوس" بلفظ" يعزى ويهدى المراكشي السوسي البكري نزيل زاوية أسا بتمنارت المكتشف للبارود…المعتني بمذكرات حياته" وفي مدونة أسا وكذا المجلد العاشر من المعسول باعتباره مكتشف البارود والبنادق"6 بنادق كبيرة و8 بنادق صغيرة وعددا كبيرا من الأبواق"، وأكد المتحدث أن عبارة" مكتشف البارود ملتبسة وغامضة" وتحتمل عدة تأويلات، إما كونه مكتشفه لأول مرة وهذا مستبعد، أو أنه أول من اكتشفه بالمغرب، أم أنه من أوائل من استعمله وروجه، مرجحا الاحتمال الثاني معتمدا على ما أشار إليه ابن خلدون في العبر من أن استعمال البارود في المغرب يرجع إلى القرن السابع الهجري في عهد السلطان يعقوب المريني الذي ولد الشيخ يعزى ويهدى في قصره، ويؤكد هذا ما أورده المؤرخ محمد المنوني في مقاله " صناعة الأسلحة النارية بالمغرب"، مشيرا في ذات السياق إلى أن الشيخ يعزى ويهدى كان مشتهرا بالكيمياء وكانت له قاعدة عسكرية بأسا وأنه لما مات دفن معه قائده العسكري.