شخصية الشيخ يعزى ويهدى ملتبسة وإشكالية، كما يرى الدكتور بوبكر العزاوي الكرامي البونعماني، وقد ألقى هذا الوصف بظلاله على وقائع الندوة الوطنية المنظمة برحاب دار الشباب المقاومة بتيزنيت يومي 1 و2 فبراير الجاري، والمنظمة من قبل الجمعية المغربية لتكامل العلوم بشراكة ودعم من المجلس البلدي والمجلس الإقليمي لتيزنيت والجماعة القروية لبونعمان، وجمعية إكرامن للتنمية والأغراض الزراعية، وجمعية صيانة مقابر أيت يعزى ويهدى، إذ بقدر ما أماطت اللثام عن جوانب منسية من حياة الشيخ وأسرته وجهاده، لتحقق بذلك سبقا علميا في المجال، بقدر ما أثارت نقاشا علميا جريئا وبناء انبنى بالأساس على قراءة نقدية للنصوص وإعمال للمنهج العلمي والتحليل المنطقي فتح آفاقا رحبة للبحث والتقصي في أصل الشيخ وزاويته وكراماته وجهاد أسرته. أكد د. محمد زروق أن الشيخ يعزى ويهدى، مؤسس زاوية أسا، ازداد سنة 646ه/1249م بقصر يعقوب المنصور الموحدي، وتوفي في سنة 726ه، أي أنه عاش في نهاية عصر الموحدين وبداية عصر المرينيين، أنجب أسرة علمية فيها كثير من العلماء والصلحاء والأولياء، وله من الأبناء الذكور عبد الكريم وصالح ونوح الأشقاء من إحدى زوجاته، ونوح ويحيى وعلي البودالي الأشقاء من زوجته الثانية، وهو الولي الصالح والمجاهد المكافح والمربي الناصح مؤسس زاوية أسا، صاحب الكرامات العديدة التي ذكرها محمد بن سعيد المرغيتي في الوثيقة التي نشرها محمد المختار السوسي في كتابه المعسول، وبهذا يكون الشيخ والزاوية نشآ، بحسب الدكتور محمد زروق في ظل الصراع المرير بين المرينيين والموحدين، وفي ظل تزايد سقوط الثغور الأندلسية وأثر ذلك على المغرب،الشيء الذي دفع الشيخ لحمل لواء الدفاع عن المغرب ضد الغزو الايبيري لكنه لم يتمكن من تحقيق ما كان يصبو إليه بسبب ما تسميه المراجع الكفار والنصارى والروافض.