توسل صاحب العتبات المنهجية د. محمد المازوني، خلال الندوة الوطنية المنظمة برحاب دار الشباب المقاومة بتيزنيت يومي 1 و2 فبراير الجاري، والمنظمة من قبل الجمعية المغربية لتكامل العلوم بشراكة ودعم من المجلس البلدي والمجلس الإقليمي لتيزنيت والجماعة القروية لبونعمان، وجمعية إكرامن للتنمية والأغراض الزراعية، وجمعية صيانة مقابر أيت يعزى ويهدى، توسل بأدوات منهجية صارمة كما يقول لتمحيص مجموعة من الأخبار والروايات التي يعتبرها الكثيرون حقائق تاريخية ثابتة، فبقدر ما أثبت لأسرة الشيخ توارث الصلاح والفلاح والانتشار الواسع من مراكش إلى أسا إلى باقي أصقاع المغرب، معرجا على إشكالية الأثر المعتمد في كتابة السير، بقدر ما أكد استحالة الحديث عن زاوية سيدي يعزى ويهدى، من حيث أن الزاوية لم تظهر إلا مع المرينيين ومع الشبكة الجزولية، كما تأول فرار الشيخ من مراكش إلى كونه فر بنفسه إلى نفسه بتعبير الصوفية وليس فرارا سياسيا، ليطرح سؤالا مؤرقا حول غياب أوتغييب شخصية يعزى ويهدى مقابل حضور أو استحضار شخصية سيدي احمد أوموسى، وهو السبب الذي دفع بأحد أحفاد الشيخ يعزى ويهدى، وهو محمد بن سعيد الميرغتي، إلى كتابة " سبيل الهدى في مناقب يعزى ويهدى" لإعادة الاعتبار لمكانة الرجل الطبيعية، وقد سار د أحمد السعيدي على منوال زميله المازوني حيث ترك سرد حياة الشيخ ومناقبه، ليطرح سؤالا عريضا حول إمكانية انتحال مناقب يعزى ويهدى، وذلك من خلال مقارنة مقاطع من النص الذي أورده المختار السوسي في الجزء العاشر من المعسول، بكناش زروق الفاسي البرنوصي، وهو نفس ما دعا إليه فانسون مونتاي في ترجمة مدونة أسا، ليؤكد أن السوسي مرتاب في المناقب وأنه تعامل معها بذكاء، ويخلص بالتالي إلى ضرورة التحري والتدقيق وعدم التسرع في تبني النصوص بإطلاقية ودون تمحيص.