من العادات العريقة بمنطقة سوس بمناسبة عاشوراء الذي يسمى بالمنطقة ب"العيد أوعشور" عادة "إمعشار" والتي يطلق عليها في بعض المناطق "أصوابن"، هذه العادة لم تعد حسب علمي إلا في مناطق قليلة مثل "إفران" الأطلس الصغير، أما في "تزنيت" فقد تم تحريفها ولم يعد في "إمعشار" تزنيت غير الإسم. عندما كنت طفلا صغيرا شاهدت "إمعشار" في قريتي الصغيرة غير بعيد عن مدينة "تزنيت"، وأحتفظت ذاكرتي بالكثير من مشاهد هذه العادة، وآخر مرة شاهدت فيها "إمعشار" ربما قبل عشرين سنة بقرية "بوالوس" التي ينحذر منها المقاوم والمجاهد الإتحادي المعروف ب"بنموسى" الذي وضع القنبلة التي زعزعزت السلطات الإستعمارية في درب السلطان.قبل عشرين سنة حضرت عادة "إمعشار" بمنطقة "بوالوس" 20 كيلوميتر جنوب مدينة "تزنيت" ومما لفت إنتباهي هو التركيز على تقليد اليهود لدرجة أن الشباب المتقموصون لمختلف الأدوار في عادة "إمعشار" يسارعون إلى الشهادة ويهنئون بعضهم البعض عليها، كما لفت إنتباهي تغييب "حشومة" في حفل إمعشار حيث لاتوجد حدود في التعبير يستعمل الكلام الفاحش والكلام الذي يتضمن عبارات جنسية دون أن يتزعزع المتفرجون والذين يتكونون تقريبا من جميع أفراد الأسرة، تسقط كل التابوهات في هذا الحفل وهذا الجانب لم يركز عليه أيا من الباحثين الذين تناولو ظاهرة "إمعشار".الكاتب: عبد الواحد رشيد