شكل احتلال مجموعة المصير لحاملي الشواهد المعطلين بمدينة تيزنيت الحدث الأبرز في أول أيام مهرجان "جائزة الرايس الحاج بلعيد للموسيقى" الذي تأخرا يوما واحدا عن موعد انطلاقه بسبب... الحداد المعلن بالمغرب بعد وفاة أفراد من الجيش الملكي بفاجعة كلميم. صعد أفراد مجموعة المصير منصة العرض في حدود الساعة الثامنة مساء أي قبل ساعتين عن موعد انطلاق السهرة الفنية التي ستستضيف مجموعة من الفنانين الامازيغ كفاطمة تابعمرانت و الرايس الحسين الباز وآخرون ناهيك عن كونها ستحتضن تسليم جائزة "الرايس الحاج بلعيد " التاسعة للفنان الرايس الحسين الباز ، هناك رفع المحتجون شعاراتهم على لافتات تطالب بالتوظيف الفوري و المباشر في الوظيفة العمومية لا غير. استنفر هذا الحدث جميع أجهزة السلطة المحلية؛ باشا المدينة ، رئيس المجلس البلدي ونوابه، رئيس الأمن الإقليمي و مساعديه، مسؤول إدارة مراقبة التراب الوطني بتيزنيت، مسؤول القوات المساعدة بالمدينة ومدير ديوان عامل الإقليم الذي راقب من بعيد.هؤلاء عملوا كل من جهته على إيجاد مخرج للنازلة فيما يبقى الارتباك القاسم المشترك بينهم. خطوة المعطلين هذه لم يثمر معها لا تدخل رئيس المجلس البلدي و لا توسل الكاتب الجهوي للنقابة المغربية للمهن الموسيقية فرع اكادير المنظم للمهرجان ولا محاولة الأجهزة الأمنية توهيم "مجهولي المصير" بقرب حدوث تدخل في حقهم، فالشباب بموقفهم متشبثين، ومسيرو المدينة لا يرغبون في الإقدام على خطوة غير محسوبة هم في غنى عنها خصوصا وأننا على أبواب الانتخابات، فقد أفادت مصادرنا من عين المكان أن النائب الأول لرئيس المجلس البلدي ألقى باللائمة كاملة على الأجهزة الأمنية محملا إياها مسؤولية ما جرى و انه من جهته ليس على أي استعداد للمواجهة مع أفراد "المصير"، ناصحا منظم المهرجان بالاعتذار للجماهير و الانسحاب، أما عن نية الكاتب الجهوي للنقابة المغربية للمهن الموسيقية استدعاء عون قضائي لتحرير محضر عما جرى قصد رفع دعوى قضائية ضد مجموعة"المصير" لتحميلها ما سيتكبده من خسائر جراء فعلتهم، فالأحرى يضيف النائب الأول للرئيس أن يكون المحضر حول الجهة القانونية التي تراخت و سمحت لهم بالولوج وهو يشير بذلك إلى الأجهزة الأمنية. بعد مرور أزيد من ساعتين ونصف على تواجدهم على المنصة، إرتأو بمحض إرادتهم المغادرة وقبل ذلك فضلوا الاعتذار في كلمة للجماهير على الإزعاج، وما أن تلفظ منسق المجموعة بأول حرف لكلمته حتى اهتزت ساحة" الاستقبال" وهي موقع المنصة بصفير لا يعلو على صداه سوى كلمة "بارا بارا بارا" بمعنى "نريدكم خارجا". استمر احتجاج الجماهير واشتد صفيرهم وحتى انفعالهم وغضبهم، بل رغبتهم في الاعتداء الجسدي على مجموعة "المصير" ، أما عناصر الأمن التي بدت تتوسل أفراد "المصير" الابتعاد عن الجماهير فكانت هي الحائل دون حدوث مواجهات دامية بساحة "الاستقبال" مساء هذا اليوم الجمعة 29 يوليوز 2011، خصوصا وان بعض عناصر مجموعة "المصير" أبدت استعدادها لمواجهة الجماهير الغاضبة التي تعد بالآلاف. وأمام تعذر إخراج أفراد مجموع" المصير" من بين الجمهور تم توجيههم عبر ممر جانبي وسط حراسة أمنية مشددة إلى أن بلغوا بر الأمان. وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة "المصير" هي مجموعة من الشباب و الشابات، الحاملين لشواهد تعليمية مابين الباكلوريا و الإجازة، عاطلين عن العمل حسب قولهم ويطالبون بإدماج فوري و مباشر في الوظيفة العمومية لا غير عن طريق احتجاجات انطلقت أولاها منذ 11 من ابريل الماضي، وتنوعت أشكال احتجاجها ما بين اعتصام أمام العمالة، مسيرات داخل المدار الحضاري، وقفات احتجاجية بجماعات قروية تابعة للإقليم،.. غير انه ومن جهة أخرى تحوم بعض الإشاعات التي لم يتسنى لنا التأكد من مدى صحتها، حول الخطوات النضالية للمجموعة التي تفيد بأنها خاضعة لأجندة لوبيات المدينة في حرب لتصفية حسابات مع عامل الإقليم. مغرب الغد: محمد حسني