شهدت عمالة سيدي إفني الفتية يوم الأربعاء 21 يوليوز 2010 زيارة عمل للسيد وزير التشغيل و التكوين المهني بمعية المدير العام للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل و الكفاءات، وصفت من طرف المهتمين و المتتبعين بالهامة، نظرا للظرفية الخاصة التي واكبتها، فحضرا إلى جانب السيد عامل صاحب الجلالة على الإقليم ماماي باهي للأنشطة التي برمجت بالمناسبة. وبالنظر لأهمية... هذا الحدث ضمت قاعة الاجتماعات للعمالة، التي عقدت بها جلسة العمل، جميع الأطياف المتداخلة في قطاع التشغيل و التكوين من منتخبين و برلمانيين و مستشارين و مسؤولين جهويين و محليين عن هذين القطاعين على الخصوص و عن باقي القطاعات على العموم بالإضافة إلى فعاليات اقتصادية و جمعوية و شبابية. و ذلك من أجل إغناء النقاش و الإطلاع على استراتيجية الوزارة الوصية على قطاع التشغيل و برامجها الهادفة إلى تثمين العنصر البشري أساسا و تمكينه من الوسائل اللازمة لولوج سوق الشغل. و اعتبرت السلطة الاقليمية بأن ورش التشغيل يدخل ضمن أولوياتها، مذكرة بأنها بادرت إلى خلق لجنة محلية تبذل ما بوسعها لتوفير فرص الشغل الكافية للحد من ظاهرة البطالة بالمنطقة. و هو الشيء الذي لن يتأتى عمليا سوى عبر " .... تحسين مناخ الاستثمار و توفير فرص التشغيل من خلال فتح مجموعة من الأوراش الكبرى ...". كما جاءت مداخلة السيد وزير التشغيل و التكوين المهني للتأكيد على الاهتمام الذي يوليه صاحب الجلالة الملك محمد السادس لرعاياه الأوفياء بهذه العمالة الفتية و عرض الخطوط العريضة للسياسة التي تنهجها الحكومة لإنعاش التشغيل و إدماج الباحثين عن الشغل و و ربط جسور التي بدأت تنسج ما بين برنامجي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و مقاولتي. و لخص السيد الوزير هذا المسعى من خلال قوله: " ... توفير موارد بشرية مؤهلة و قادرة على تلبية حاجيات الاستثمارات المحلية و أيضا في إرساء مقومات مناخ استثماري محفز و صيغ تشاركية متميزة قادرة على إرساء قواعد تدبير محكم لهذه الخطوات لتحقيق تنمية محلية عادلة و منصفة للجميع ....". و هذا ما سيتم تحقيقه من خلال إنجاز مشروع إحداث مركز للتكوين المهني بالتدرج في مجال الصيد البحري بغلاف مالي قدر ب 9 مليون درهم في إطار الشراكة ما بين وزارة التشغيل و التكوين المهني و وزارة الفلاحة و الصيد البحري. و هذا مما سيخلق تكاملا ما بين مكونات سوق الشغل بالمنطقة التي يشكل قطاع الصيد البحري أهم قطاع مشغل بها. و بالنظر للإمكانيات الطبيعية المتوفرة بالمنطقة و المتمثلة اساسا في توفرها على 12 % من الاحتياطي الوطني للاركان و 90 % من الاحتياطي الوطني للصبار، فقد حملت هذه الجلسة بشرى لشباب و شابات المنطقة الراغبين في الاشتغال في مجال الفلاحة، بوضع دراسة الجدوى لإنشاء مركز للتكوين الفلاحي بمدينة سيدي إفني في أقرب وقت ممكن. و كانت هذه الجلسة فرصة للتوقيع على اتفاقيتين للشراكة الأولى بين اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية و الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل و الكفاءات تتعلق بإنجاز مشروع دعم برنامج مقاولتي و الثانية بين المجلس الإقليمي و المجلسين البلديين لسيدي إفني و الاخصاص و الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل و الكفاءات و مكتب التكوين المهني و إنعاش الشغل تتعلق بتنظيم تكوين تأهيلي لفائدة شباب إقليم سيدي إفني. و هي آليات ستمكن من حشد الطاقات و تنسيق الجهود لتسخير وسائل العمل الضرورية و الدعم اللازم لتأهيل العنصر البشري و كذا الاستجابة لحاجيات الشباب لولوج سوق الشغل و إنعاش التشغيل الذاتي على مستوى الإقليم. و خلال الاجتماع أعطيت الفرصة لممثلي جمعيات المعطلين للتعبير عن انتظاراتهم من هذه الزيارة حيث طالبوا بإيجاد حل بنيوي لمشكل التشغيل و تبني مقاربة عامة لمعالجة مشكل البطالة بالمغرب. مع إشارتهم إلى أن التدابير التي جاءت ضمن كامة السيد الوزير تشكل فارقة نوعية ستسهم لا محالة في تنشيط سوق الشغل بالمنطقة. بعد ذلك، أشرف السيد وزير التشغيل و التكوين المهني و السيد المدير العام للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل و الكفاءات رفقة السيد ماماي باهي عامل صاحب الجلالة على إقليم سيدي إفني و السيد رئيس المجلس الإقليمي و رئيس المجلس البلدي لسيدي إفني على حفل تدشين الوكالة المحلية لإنعاش التشغيل و الكفاءات بمدينة سيدي إفني و افتتاحها في وجه شباب المنطقة الطامح للاندماج في سوق الشغل و تدعيم التشغيل الذاتي عن قرب. على أن السيد عامل الإقليم إلتمس استفادة بلدية الاخصاص أيضا من نفس المشروع و في أقرب الآجال. و حسب مداخلة السيد المدير العام للوكالة الوطنية إنعاش التشغيل و الكفاءات فبرنامج عمل الوكالة المحلية برسم سنة 2010 يطمح إلى إدماج 250 باحث عن الشغل و تكوين 50 باحث عن الشغل في إطار برنامج تأهيل و خلق 20 مقاولة في إطار برنامج مقاولتي. و عبر السيد وزير التشغيل و التكوين المهني للجميع عن رغبته في مواصلة تواصله مع فعاليات المنطقة حول موضوعي التشغيل و التكوين و ذلك من خلال عقد اجتماعات دورية لدراسة المكتسبات و الإطلاع على الإكراهات و اقتراح البرامج و الحلول تماشيا مع ظروف سوق الشغل التي تبقى غير مستقرة. و في ختام هذه اللقاء تقدم السيد رئيس المجلس الإقليمي نيابة عن كافة ساكنة الإقليم بتلاوة نص برقية تجديد الولاء و الإخلاص المرفوعة إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده و رفعت أكف الضراعة للمولى عز و جل بأن يبقي مولانا جلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده ذخرا وملاذا لهذه الأمة المجيدة، ورمزا لعبقريتها وأمنها وكرامتها ووحدتها، وأن يقر عينه بولي عهده المحبوب سمو الأمير المولى الحسن، ويشد عضده بصنوه الأمجد الأمير الجليل مولاي رشيد، وكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة، إنه سميع مجيب وبالاستجابة جدير.