تمكنت مصلحة الشرطة القضائية التابعة لمفوضية الشرطة لأيت ملول، الجمعة الماضي، من إلقاء القبض على مشعوذ ينصب على نساء أغلبهن متزوجات، ويستغلهن جنسيا بمنزله. وذكر مصدر موثوق أن المصالح الأمنية بأيت ملول توصلت بمجموعة من الشكايات ضد “الفقيه” البالغ من العمر 41 عاما والذي يقطن بحي الحرش يأيت ملول، وبناء عليها نصبت له كمينا، تمكنت على إثره من اعتقاله في حالة تلبس مع حجز عدد من المحجوزات تؤكد المنسوب إليه، ومن ضمنها ملابس داخلية للنساء ومواد تستعمل في الشعوذة وأعشاب متنوعة مصنفة حسب الأمراض التي تعالجها، منها أعشاب “المصران” والمعدة والروماتيزم والبرود الجنسية والشقيقة والحساسية، بالإضافة إلى قارورات تحوي سوائل مختلفة معظمها مصنوع من العسل المطبوخ مع الأعشاب النادرة ليقدمها بأثمنة باهظة جدا للمغفلين والمرضى على أساس أنها عسل حر نادر”عسل الربو” و”عسل الحبة السوداء” و”عسل الدغموس” و”العسل السحري” و”العسل الأسود” و”عسل عشبة الصحراء”. وأضاف المصدر ذاته أن بعض المشتكيات تراجعن عن متابعته بعد إغرائهن بالأموال تجاوزت في بعض الأحيان 50 ألف درهم، غير أن أخريات، بالخصوص الشابات الباحثات عن الحبيب، قاومن الإغراءات المالية وتشبثن بشكاياتهن التي أكدن فيها أن "الفقيه" مارس عليهن الجنس مؤكدا لهن أنها الوسيلة الوحيدة لطرد الشياطين وفك الطلاسم والسحر الموضوع لهن وعلاجهن وجلب الرزق والحبيب الذي طال انتظاره، هذا بالإضافة إلى الأموال الكبيرة التي تسلمها منهن على دفعات وتتراوح ما بين 5 آلاف و10 آلاف درهم. تحكي إحدى الشابات من ضحايا المشعوذ أنها لما دخلت إلى بيته وجدته مقسما إلى جزءين، الأول مخصص لبيع الأعشاب الطبية ومستلزمات العلاج من سوائل مختلفة تباع بأثمنة باهظة والقسم الثاني عبارة عن "قاعة للعلاج" وهي بيت ضيق مفروش بعناية فائقة تنتشر في هوائه روائح طيبة ومزود بإضاءة جد خفيفة وعلى طاولة توجد مجموعة من الكتب الدينية و"أدوات العلاج" وهي عبارة عن أشياء معروفة كالبيض وجلود بعض الحيوانات وأخرى غير معروفة. وتضيف أن تلك الأجواء تجعل الإنسان يعيش في خوف لا مثيل له، ثم "وضع يديه على رأسي وقرأ بعضا من سور القرآن وتعاويذ وأحيانا أسمع كنت كلمات وعبارات غير واضحة مع تغيير في نبرة الصوت، ليطفأ الضوء ويستمر في قراءة تعاويذه ليطلب مني نزع ملابسي بسرعة دون تردد". وتتابع الشابة المسكينة حكي ما دار بينها وبين "طبيبها" إلى أن قالت " أن المشعوذ شرع في تحسس مفاتن جسمي، حينئذ حاولت منعه، غير أنه صرخ في وجهي في الظلام طالبا بأن أتركه يتم عمله موضحا لي أن هذه طريقته المتبعة في علاج مرضاه وإخراج "النحس" من الجسد، مؤكدا لي أنه عالج العشرات من الفتيات بالطريقة نفسها ولابد من تطهير جميع المناطق الحساسة من الجسم، حيث تستقر فيها الشياطين.. وفي الأخير اغتصبني، إلا أن الذي دفعني إلى التزام الصمت خلال هذه المدة هو انتظاري للعلاج (الحبيب) الذي يأتي أو لا يأتي". كل ذلك مقابل 500 درهم إضافية سلمتها الضحية للمشعوذ في انتظار موعد آخر بعد مرور 22 يوما بالضبط. ولما رجعت الشابة للمرة الثانية، طلب منها إعادة نفس السيناريو، فرفضت بقوة قائلة في وجهه "خلال هذه المدة كلها لم يتغير حالي ولم أحس بأي شيء" واكتفى بتسليمها بعض الأوراق وعلامات الغضب وعدم الرضا ترسم على وجهه. وحسب المعلومات التي توصلنا بها، فإن ضحايا الظنين تعد بالعشرات، ومن بين اللواتي تشجعن لتقديم شكاية ضده بعد اعتقاله، امرأة منحته أربعة آلاف درهم من أجل علاج ابن أختها وامرأة متزوجة التجأت إليه رفقة زوجها وسلماه سبعة آلاف درهم بعدما شهد مشروع محلهما التجاري تراجع الزبناء عنه بعد أن أقنعهما أن مشروعهما تعرض للسحر من قبل الأغيار، ولا يستبعد أن يكون من الجيران، غير أن شهورا مرت دون رجوع الزبناء، ما جعلهما يزورانه مرة أخرى ليسلم لهما خليطا من الأعشاب والمواد توضع داخل المحل مقابل ثمانية آلاف درهم، واستمر الوضع إلى أن سقط في يد الشرطة، واكتشف الزوجان أنهما تعرضا لعملية نصب واحتيال. إبراهيم أكنفار ( هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته ) عن جريدة الصباح ليوم السبت 11 يونيو 2011