لا أدري لماذا ينشغل البيجيدي بالقاسم الانتخابي الى هذا الحد، بل والتلويح بمقايضته بالقنب الهندي، في عملية " الكراسي مقابل الكيف "..هل أزمة الإسلاميين المغاربة اليوم، ازمة انتخابات ومقاعد أم ازمة برنامج ومرجعية وأطروحة سياسية؟ أليس هناك تضخيم من قيادات الحزب لهذه المعركة حتى تتاح لهم فرصة التغطية على اشكاليات اكبر واعمق..منها ما هو مرتبط بتقييم عشرية مشاركتهم في الحكم..ومنها ماهو متعلق بمساءلة حصيلة عقدين من التنظيم الحزبي .. لنستوعب جيدا مايحدث هنا، نستحضر نقاشا يحضر في أوساط الإسلاميين في الشرق الأوسط حيث تتعالى من داخل هذه التنظيمات حساسيات فكرية تدعو إلى خوض مراجعات جذرية ، و من بينها الدعوة إلى "الانسحاب من المنافسة الحزبية ومن المجال السياسي كله، وإلى تفكيك تنظيماتها، بدعوى أن تجاربها أثبتت أنها أضرت بالقضية التي كانت تسعى لمناصرتها".. هذه الدعوات سبقت أن سمعتها منذ أشهر على لسان صديق من البيجيدي..وهو يطرح "أسئلة وجودية " حول انتقال الإسلاميين المغاربة الى العمل الحزبي ، وحول إن كان الخيار الأفضل من التنظيم الحزبي هو ان البقاء كتيار فكري وتربوي وسياسي، وحسياسة تخترق المجتمع، دون احتكار تنظيمي للمرجعية الإسلامية! النقاش الحالي حول القاسم الانتخابي، هو نقاس انتخابي وسياسي ومصلحي..هو أقل من النقاش الدائر في أوساط الباحثين والمهتمين بالحركة الاسلامية، وداخل النخب الفكرية للحركة الإسلامية التي تطرح أسئلة مابعد الحركة الإسلامية، وتقرأ التجربة الإسلامية ككل ونحن تفصلنا سبع سنوات عن الذكرى المئوية لانطلاق المحضن الأم، هي مدرسة الإخوان المسلمين . القاسم الانتخابي إن كان الآن أولوية ومسالة مصيرية لدى للبيجيدي، وبدون نقاش يساءل التجربة ككل، فهو لايعدو أن يكون توازن رعب بين سراق الانتخابات يسرقون الأصوات من سراق الله !