في الوقت الذي انشغل فيه المغاربة بعناوين وردية عريضة في الإعلام العمومي تتقدمها خلطة أمزازي الساحرة للتعليم وابتسامة العثماني العريضة وأجهزة تنفس وعد بها العلمي وجربها على نعجة وأسرة طبية مغربية الصنع وغيرها، انقلبت اليوم عربة تقل عاملات يشتغلن في الضيعات الفلاحية بين مدينتي تيزنيت وأكادير، لقيت فيها تلميذة حتفها وأصيبت أخريات بكسور ورضوض. الحادث ليس عاديا كما يعتقد كثيرون، لأن الضحية هذه المرة تلميذة في ثانوية الوحدة بمدينة تيزنيت وتقطن مع أسرتها في "الزاويت" بضاحية أكلو، واختارت العمل من أجل توفير كتبها وأدواتها المدرسية تأهبا لموسم فشل المسؤول الأول عليه حتى في وضع تصور قار لما سيكون عليه. الشابة "غزلان" التي اختارت الإشتغال داخل البيوت البلاستيكية مقابل أجر زهيد وانتهت حياتها تحت عربة مجنونة.. دماؤها على عاتق السلطات باشتوكة، التي تتفرج بشكل يومي في مسلسلات من التحقير والإذلال في حق مغاربة اغتصبت كرامتهم ومُرّغت في الوحل، وعوض أن تتدخل لوضع حد لتراجيديتها تصطف إلى جانب الباطرونات. "غزلان" التي تقطع بشكل يومي مسافة تقرب ال 100 كلم، لا تتسقل طائرة، بل عربة محشوة بنساء أخريات كثيرات، في غياب تام للتباعد الجسدي الذي يسهر على تطبيقه رجال الأمن ورجال السلطة أمام عدسات " الصحافيين"فقط، ثم إنها تمر على عدد من السدود الأمنية صباح مساء على طول المسافة التي تقطعها، يحدث هذا كله في عز حالة الطوارئ وتشديد المراقبة وتكثيف الحملات في مدينة الفضة التي افتض الفيروس بكارتها بعد عفة طويلة وانتشر في ربوعها. من المؤسف جدا أن تموت تلميذة وهي تطارد لقمة العيش بين أنياب الذل والتحقير، سيما أنها كانت وفق ما قالت شقيقتها تطمح للذهاب بعيدا في دراستها، وكانت تحلم بالهجرة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، لكن فساد مسؤولين كثر في هذه البلاد أجهضوا كل أحلامها قريبا من منطقة ماسة. فلينم عامل إقليمتيزنيت وعامل إقليم اشتوكة أيت باها ومسؤولو الدرك والأمن الوطني مرتاحي البال لأن شيئا لم يحدث البتة، ولترتح ضمائر الباطرونات الذين يجنون الأموال بعرق المستضعفين، وسلام على أشباه النقابيين الذي تكمم أفواههم بدريهمات… لكم لقاء مع غزلان أمام الله….