ما زالت قضايا الترامي على أراضي الغير في نواحي مدينة تيزنيت تعرف تطورات مثيرة بعد الأحكام الصادرة عن المحكمة الابتدائية بالمدينة ذاتها في الملفات المعروضة من طرف “ضحايا مافيا العقار”، الذين اعتبروها غير منصفة. الضحايا عقدوا اجتماعا اتفقوا خلاله على خوض مسيرة احتجاجية على ظهور الدواب إلى العاصمة الرباط للاعتصام أمام مقر رئاسة النيابة العامة. وذهب الضحايا أبعد من ذلك بإعلانهم توجيه رسالة إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض، سيطالبون فيها بإحالة طلب “نفْيهم” جماعيا على الجهات المعنية، مؤكدين أنهم سيحررون الطلب وسيُمضونه لدى السلطات المختصة قبل بعثه إلى الرباط. وتأتي الخطوة التي أقدم عليها السكان المنتمون إلى عدد من الدواوير التي تعرف نشاطا واسعا لمافيا العقار نواحي تيزنيت بعد الحكم الصادر عن غرفة الجنايات بالمحكمة الابتدائية بالمدينة ذاتها ضد أحد المتورطين في الاستيلاء على أراضي الغير اعتبروه “مُجحفا” في حقهم. وقال مصدر متابع لملف الاستيلاء على أراضي الغير بتيزنيت “إنّ الضحايا كانوا ينتظرون أنْ يكون حُكم المحكمة مُنصفا لهم، خاصة وأنّ المُدَّعى عليه متابع بتُهم خطرة، على رأسها تزوير محرّر رسمي، لكنهم تفاجؤوا بحُكم لم يتعدَّ أربعة أشهر حبسا موقوف التنفيذ وغرامة 2000 درهم”. وجاء في منطوق الحكم الصادر في حق الحسن الوزاني، المعروف ب”بوتزكيت”، الذي تتوفر هسبريس على نسخة منه، أنّ المحكمة آخذت المدّعى عليه “من أجل استعمال وثيقة عرفية مزورة بعد إعادة تكييف أفعال تزوير محرر رسمي إلى مقتضيات المادتين 358 و359 من القانون الجنائي، والحكم عليه بأربعة أشهر موقوفة التنفيذ، وغرامة 2000 درهم”. ودفع هذا الحكم المحامي عمر الداودي، الذي ينوب عن عشرات المواطنين ضحايا مافيا العقار، إلى سحْب إنابته عنهم، والتنازل عن جميع الملفات التي تخص ضحايا “بوتزكيت”، معلّلا قراره “بكوني عجزت عن تحمّل مثل هذه النتائج”. وكتب الداودي في رسالة سحْب إنابته: “ما تعلمته في كلية الحقوق على يد أساتذة أجلاء من قواعد قانونية ومساطر يتعين تطبيقها من طرف رجال القانون، تأكد لي اليوم بالملموس أنها تطبق على البعض دون البعض الآخر”، مضيفا: “حين يكون بوتزكيت طرفا في النزاع فانتظر المفاجآت”. من جهة ثانية، ساد التوتّر دواوير بسيدي حساين أوعلي، نواحي مدينة تيزنيت، السبت، بعد مواجهة بين مواطنين ضحايا “مافيا العقار” والحسن الوزاني، حيث أصيب هذا الأخير بكسْر في رجله وبجروح على مستوى الرأس، نُقل على إثرها إلى مستشفى الحسن الثاني بتيزنيت، فيما أصيب مواطن قال مصدر من عين المكان إنه تعرّض لهجوم من طرف أعوان مافيا العقار، نُقل بدوره إلى المستشفى.