أسدل الستار عن فعالية القافلة الطبية التي نظمتها جمعية أكرض أوضاض للتنمية والتعاون بشراكة مع مؤسسة جود للتنمية وذلك نهاية الاسبوع الماضي بالمركز الصحي لتافراوت اقليمتيزنيت،وقد شملت هذه الحملة الطبية مجموعة من التخصصات أبرزها الكشف القبلي عن سرطان الثدي لدى النساء وطب العيون والسكري والطب الباطني إضافة إلى طب المفاصل والعظام والتوليد والطب العام،وفي هذا الشأن حجت جموع غفيرة من المواطنين والمواطنات بمختلف الجماعات التابعة لدائرة تافراوت بعد أن تم تعبئة الفاعلين المدنيين والمنتخبين والسلطات المحلية لتمكين استفاذة شرائح واسعة من الفئات الضعيفة المنتشرة بدواوير هذه الجماعات، وقد عاينت "تيزبريس" منذ صبيحة يوم الحملة تقاطر نساء من مختلف الفئات العمرية بنسب كبيرة على المركز الصحي لتافروات على متن عربات النقل السري في وضعية تسائل الدولة ومختلف مكوناتها حول مدى استفاذة هؤلاء النساء من مختلف البرامج التنموية التي تعلنها سنويا بالنظر للظروف المقلقة التي تعيشها المرأة هنا بجبال ودواوير منطقة تافروات. ومع انطلاق الحملة و توالي ساعاتها ،بدأت الاجراءات التنظيمية تنفلت من المنظمين بالنظر للأعداد الكبيرة الحاضرة وقلة الأطر المكلفة بالتنظيم مما أرغم اللجنة المنظمة على الاستعانة بمجموعة من المعاونين وهو الاجراء الذي اثار حفيظة عدد من الفئات التقتهم "تيزبريرس" من داخل الحملة حيث ذهبت مختلف ارتساماتهم الى التعبير عن عدم رضاها بالطريقة التي سلكت في التنظيم وقد اضطر البعض لمغادرة المكان عائدا لبيته بخفي حنين. وارتباطا بمستوى التنظيم،دائما، والذي يشكل الهاجس الكبير في مثل هذه التظاهرات،فقد تعددت أبواب الولوج أثناء هذه الحملة فبالرغم من اعتماد لوائح رسمية مسبقة فإن هذا الإجراء لم يساهم كثيرا في الارتقاء بمستوى التنظيم ذلك أن المستفيذين عملوا على الضغط بمختلف الأساليب من أجل الإسراع في ولوجهم للفحص مما زاد من حدة صعوبة الاستجابة لمطالب المرضى الأصحاء فيما اكتفى الكثير بالانتظار والتشكي أمام البوابة الرئيسية وتحت الخيام المنتصبة، وقد عاينت "تيزبريس" ازدحاما شديدا أمام الباب الخلفي للمركز الصحي مما أثار استغراب المارين حول مدى صدق ما يعانيه هؤلاء من آلام ، يقول احد المارين بجانب الازدحام. لكن بالمقابل من ذلك، عبر محظوظون عن سعادتهم بعد الاستفادة من هذه الحملة الطبية وطالبوا الجهات المختصة والفاعلين بالتكثير منها مع العمل على تقريبها للساكنة المحلية البعيدة عن المراكز،فيما أكد آخرون أن الهاجس التنظيمي يبقى المشكل العويص الذي يجعل هذه الحملات الطبية لا تحقق أهدافها بشكل جيد وبالتالي يضيع مجهود الأطباء المتطوعين في هذه الحملات. النشاط الصحي ذاته، أعاد النقاش العمومي المحلي حول وضعية صحة المواطن بمختلف مشارب المنطقة الجبلية تافراوت خاصة صحة المرأة القروية ،ومعه تتجدد الأسئلة الآنية الملحة : ماذا حققت المراكز الصحية المنتشرة بكل مراكز الجماعات الترابية لدائرة وباشوية تافراوت؟ وأي دور للنقل الصحي الجماعي؟ ثم أليس الشأن الصحي محورا مشتركا يتوجب على الجماعات الترابية السبعة خلق إطار تعاون وتضامن للاشتغال فيه؟ وفي انتظار الاجابات،يبقى الطب البديل التقليدي سيد الموقف هنا بدواوير ومركز تافراوت اقتداء بالآباء والأجداد، تقول أحد العجائز بجماعة تارسواط.