من بين الملاحظات التي يمكن للمتتبع للشان السياسي بجهة سوس ماسة درعة ان يسجلها هو عدم مشاركة اي حزب من احزاب اليسار في الانتخابات الجزئية الاخيرة بدائرة انزكان ايت ملول. فعلى الرغم من ان الدائرة الانتخابية يغلب عليها الطابع الحضري وبالرغم من ان المنطقة تعتبر عمالية بامتياز وجامعية حتى، الا ان ايا من أحزاب اليسار لم يدفع بمرشح له للتباري على المقعد النيابي، ليس فقط للفوز بأصوات الناخبين او الظفر بالمقعد، وإنما لأجل اغتنام فرصة الدعاية للتعريف بقيم اليسار واطروحاته السياسية وبرامجه الاجتماعية والاقتصادية. الامر المخجل في الأمر هو ان ايا من هذه الأحزاب لم يخرج للرأي العام ببيان توضيحي يشرح ويبسط من خلاله دواعي وأسباب عدم المشاركة باعتبار ان الأحزاب السياسية وجدت في الاصل للتنافس السياسي والانتخابي ومنه المساهمة في القيام بالادوار الدستورية المنوطة بها في مجال تاطير المواطنات والمواطنين. فلماذا اذن لم تحذ هذه الاحزاب التي لا تتردد يوما فب وصف نفسها بالتقدمية وبالتنويرية حذو حزب العدالة والتنمية بإقليم سيدي افني بعد ان خرج ببيان واضح يشرح فيه للمواطنات والمواطنين اسباب عدم مشاركتة في جزئيات دجنبر 2017؟ ولماذا لم تكلف نفسها عناء بسط موقفها وقراءتها للمشهد السياسي والتنموي بهذا الإقليم وبجهة سوس ماسة. ان أخشى ما يخشى عليه ان يطير جناح السياسة بجهة سوس بجناح يمنى وحيدة وبجسد محافظ بعد ان أصيب الجناح اليساري بالوهن نتيجة لأخطاء جسيمة ارتكبها الرفاق خلال العقدين الماضين بالموازاة مع ارتماء جزء منه في أحضان الاعيان والريع السياسي والنقابي والجمعوي والإداري بشتى فنونه وابهى تجلياته.