قال الأستاذ " إبراهيم بوغضن " النائب البرلماني عن حزب العدالة و التنمية بتيزنيت ، أن الحراك الذي تعرفه مجموعة من المدن المغربية و خاصة " حراك الريف " هو نتيجة حتمية للأزمة السياسية التي يعرفها المغرب ، مشيرا إلى أن حتى تلك المطالب الإجتماعية و الإقتصادية للساكنة فهي مغلفة بما هو سياسي و لها خلفية سياسية على اعتبار، يضيف المتحدث ، أن المحتجين يستحضرون في حراكهم أحداثا تاريخية ( ذكرى عبد الكريم الخطابي ، أحداث 1958 و 1959 ، أوصاف قيلت في حقهم في فترة من الفترات ..) . وأوضح " بوغضن " خلال تأطيره رفقة عبد العالي حامي الدين و أمينة ماء العينين للقاء حول موضوع " التحول الديموقراطي في المغرب ، إلى أين ؟" نظمته الكتابة الإقليمية لشبيبة العدالة والتنمية بتنسيق مع الكتابة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بتيزنيت مساء أمس السبت ، أن هذا الحراك أُسْتُخْلِصت منه مجموعة من الدروس أولها أن الحراك يُسائل التدبير السياسي للحقل الحزبي بالمغرب مند سنة 2008 إلى الآن. و قال "بوغضن " أنه في لحظة من اللحظات ثم اقصاء جميع الأحزاب السياسية بمنطقة الريف ليتم إظهار و إبراز حزب واحد " معلوم " ، قال عنه أنه استطاع أن يُسيطر في وقت قياسي على جميع الجماعات الترابية بالمنطقة، وحمل الدولة المسؤولية فيما آلت إليها الأوضاع بالمنطقة عبر استشهاده بمقولة للمحلل السياسي "مصطفى السحيمي"، و الذي قال بأن الدولة تجني ثمار إزالة الأحزاب السياسية بالريف سنة 2009 وفرض حزب واحد بالمنطقة . وعرج " ابراهيم بوغضن " في حديثة ليتكلم عن الدرس الثاني من دروس الحراك ، و الذي لخصه في أن الإحتجاجات التي عرفتها منطقة الريف أبانت على أن " حزب الأصالة و المعاصرة " لا يتمثل بأي أدنى شرعية و مشروعية "، وشن " بوغضن " هجوما كلاميا ضد حزب "البام " ، واتهمه بأنه حزب "مقطوع الجدور" و "حزب لم يولد كما ولدت باقي الأحزاب الحقيقية من رحم الشعب " ووصفه بأنه " حزب التحكم ". واسترسل النائب البرلماني عن حزب العدالة و التنمية في حديثه عن دروس الحراك ، وكشف أن الدرس الثالث المستخلص يتمثل في أن تهميش الأحزاب السياسية التي لها مصداقية و تعويضها بأحزاب "إدارية " يؤدي دائما إلى الفراغ ، لافتا إلى أن الفراغ يؤدي بدوره لإاعدام آليات الوساطة بين الدولة و المجتمع . وتابع المتحدث ذاته،أن الدرس الرابع من دروس الحراك يطرح تساؤلا حول النموذج الإقتصادي و الإجتماعي الذي يتبناه المغرب ، و هو نموذج اعتبره " بوغضن " يقوم على عدم تكافؤ الفرص و عدم تقاسم الثروة و السلطة بالتساوي وبإنصاف بين جميع المجالات المكونة للتراب المغربي . وفي السياق ذاته، أوضح " بوغضن " أن الدرس الخامس من هذا الحراك عرى حقيقة بعض المُحللين و المثقفين الذين وصفهم بمثقفي " السلطة " بعد أن انكشفت حقيقتهم أمام الرأي العام ، وقال بأنهم يُملى عليهم ما يقولون . وختم " بوغضن " مداخلته بحديثه عن الدرس السادس من حراك الريف من خلال ما اعتبره أن المقاربة الأمنية لا يمكن أن تكون حلا ، لا في الريف و لا في غيره ، وقال أن " السياسة النبيلة هي الحل " من خلال تمثيلية حقيقية تعبر عن إرادة المواطنين و من خلال احترام هَمُ الجميع في التعبير و الإحتجاج السليم ومن خلال تغليب منطق الحوار و التفاهم .