تشهد شركة نويفو كالزادو أنترناسيونال المتخصصة في صناعة الأحذية بطنجة غليانا غير مسبوق بعد وفاة أحد عمالها صباح يوم الجمعة 25 نونبر 2016 بعد أن أغمي عليه داخل مقر الشركة لينقل على وجه السرعة باتجاه مستشفى محمد الخامس بطنجة ليلفظ أنفاسه الأخيرة هناك وسط غضب عارم لعائلته وبعض زملائه في الشركة. الحادثة وقعت بالمنطقة الحرة الدولية بجماعة زناية وحسب رواية بعض عمال الشركة فالضحية سليمان سقط أرضا بعد أن تم حرمانه من طرف مدير الشركة من العمل لأزيد من يومين لرفضه الامتثال لأوامره المتمثلة في إلحاقه بجناح آخر عوض الذي كان يعمل فيه، الأمر الذي لم يستسغه المرحوم سليمان لخطورته على صحته حسب ذات المتحدثين. نزهة زوجة الضحية أكدت لموقع "تيزبريس" أن موته لم يكن عاديا وإنما كان بسبب ضغوطات كبيرة كان يتعرض لها أثناء مزاولته لعمله ولم يكن يعاني من أي مرض نافية ما يروج له أصحاب الشركة. كما استغربت بشدة من الطريقة التي عومل بها زوجها بمستشفى محمد الخامس بطنجة بعد أن تم تركه يصارع الموت لوحده دون أي تدخل لإنقاذه، مشيرة إلى أن أحد المرضى المتواجدين معه في نفس الجناح أكد لها أن زوجها سقط عدة مرات من أعلى السرير، وفي كل مرة كان يطالب الممرضين بإنقاذه قبل فوات الأوان إلا أن آهاته قوبلت بالرفض من طرف الطاقم المسؤول على الجناح على حد تعبير الزوجة. مولاي عبد الواحد العلمي الكاتب الإقليمي للإتحاد العام للشغالين بطنجة وعلى هامش الوقفة الإحتجاجية التي نظمها الفرع الإقليمي تضامنا مع أسرة المرحوم أكد أن الأوضاع التي يعيش فيها عمال الشركة مزرية لإنعدام الشروط الملائمة للعمل وعدم تطبيق مقتضيات مدونة الشغل، كما طالب ذات المتحدث جميع الجهات المعنية بالتدخل العاجل في هذا الملف لإنصاف عمال الشركة. المكتب النقابي بالشركة في شخص ممثله أكد أن العمال يتعرضون لضغوطات كبيرة في العمل من طرف المسؤولين أمام تردي الأوضاع الصحية وتفاقم المشاكل داخل مقر العمل، كما حمل المسؤولية كاملة لإدارة الشركة في وفاة سليمان لعدم مواكبتها للحالة الصحية للضحية قبل وأثناء وبعد وفاته. إكناسيو سوطا المسؤول الأول عن شركة نويفو كالزادو أنترناسيونال نواكين أكد في تصريح خص به موقع تيزبريس أن الشركة قائمة منذ 15 سنة من الآن ولم تكن تعاني من أية مشاكل إلا بعد تأسيس هذه النقابة والتي نرفض تأسيسها لأن مطالبها غير قانونية. الإمتيازات التي يستفيد منها عمال الشركة يضيف إكناسيو جد محفزة بالمقارنة مع شركات أخرى، كما أن الحد الأدنى للأجر تحترمه الشركة بل أكثر من ذلك هنالك عمال يحصلون على ما لا يقل عن أجرتين، بالإضافة إلى منحة سنوية مخصصة للعمال المنضبطين في عملهم. وتعليقا على وفاة أحد عمال الشركة أكد إكناسيو أن العامل أغمي عليه بسبب تعاطيه لجرعات زائدة من الدواء الذي كان يستعمله لينقل عبر سيارة إسعاف نحو مستشفى محمد الخامس بمدينة طنجة، موضحا أن الشركة قامت بواجبها كما يلزم وغير مسؤولة عن الحادث. هذا ولم يتسنى لنا الإتصال بمدير مستشفى محمد الخامس بطنجة لمعرفة موقفهم من الإتهامات الموجهة لهم خصوصا وأن العديد من عمال الشركة وزوجة المرحوم أكدوا على أن سليمان كان ضحية إهمال طبي واضح وفاضح في نفس الوقت. وفاة سليمان تعيد طرح مجموعة من علامات الإستفهام حول ظروف عمل الأجراء داخل الشركات وما مدى تطبيق مقتضيات مدونة الشغل، ومن جانب آخر الإهمال الطبي الذي تعرض له الضحية حسب أقوال الزوجة وبعض العمال يفرض على الجهات المختصة تحمل مسؤولياتها لخطورة ما وقع ولهزالة الخدمات المقدمة للمرضى بمستشفى محمد الخامس بطنجة.