سينظم بتيزنيت خلال يومي 28 و29 يناير الجاري الدورة الثالثة للجامعة الشتوية تحت شعار "الهجرة وتحديات العولمة". وذلك وفق البرنامج التالي: - المسار السوسيو تاريخي لظاهرة الهجرة. - الهجرة وإشكالية التنمية .- الهجرة والمواكبة الإبداعية. وآخر أجل لتأكيد المشاركة هو 15 يناير .الهجرة تعني في أبسط معانيها، حركة الانتقال- فرديا أم جماعيا- من موقع إلى آخر بحثا عن وضع أفضل اجتماعيا كان أم اقتصاديا أم دينيا أم سياسيا أم بيئيا. والهجرة شيء عظيم، وخطير، وساحق، نرى تجليات لها في سفر الخروج والإلياذة والدياسبورا التي عرفتها الصحراء الكبرى، باعتبارها همزة وصل بين الجنوب والشمال الإفريقيين، والشرق العربي والشمال الأوربي. وتمثل عملية خفية من المد والجزر، وهي مسئولة عن التغيرات السكانية، وهي الحل وفي الوقت نفسه الإشكالية لكل فرد، وعلى مشارف نهاية القرن العشرين وصفت الهجرة بكل ما تحمله من تقلبات اقتصادية وسياسية أنها أحد أعظم تحديات الألفية الثالثة . ولكن الحقيقة، أن الهجرة أكثر من هذا كله، فهي تمثل- كما كانت دائما- أحد أعظم مغامرات الحياة البشرية، حيت أدت إلى انتشار الجنس البشري ودفعت الإنسان إلى قهر هذا الكوكب، كما أثرت في تشكيل مجتمعاتنا، بل ستظل تعيد هذا التشكل مرة تلو الأخرى. ولا نقدر على فهم مجتمعاتنا من دون الأخذ بعين الاعتبار، صيرورة الهجرة التي صنعتها وشكلتها ، ومن أجل تحليل جيد للمجتمع المغربي، لابد أن نستحضر المسار السوسيوتاريخي لظاهرة الهجرة، وهذا يستدعي إثارة جميع مضاعفات الواقع الاستعماري قبل عام 1956 وبعده ، ودراسة واقع الاستعمار الحاسم على البنى الاجتماعية الكائنة وعلى نمط الإنتاج، والبنى العقارية وتيارات التبادلات الداخلية والخارجية ومداراتها، وانعكاس ذلك على تطور تناقضات المجتمع والاقتصاد المغربي على مر الزمان. ويشكل الرحيل الجماعي للمهاجرين، وهم في الغالب من المناطق الفلاحية، نحو أوربا تحويلا مجانيا لقوة العمل لصالح الدول المصنعة، ونقصا في اليد العاملة للاقتصاد الفلاحي القروي خاصة ، وأن النزوح السكاني الذي يصيب مناطق الهجرة ينال عمليا من العناصر القوية الشابة، والتي خضعت لانتقاء طبي تقوم به هيئات تتعاطى لتجارة الشغيلة قبل السبعينات من القرن الماضي، وبما أن الظاهرة مرتبطة بشكل وثيق بالواقع الاستعماري، فإن المغرب مازال يدفع ضريبة باهظة للرأسمال الذي استغل مباشرة ولفترة طويلة جزءا كبيرا من السكان العاملين المغاربة، كما يستغل اليوم الهجرة بشكل مباشر، هذا الرأسمال الذي كان مسؤولا بنوع خاص عن تخريب البنى السوسيوثقافية المغربية والممتلكات الفلاحية التي تؤمن العيش ل70 % من السكان . لقد كانت الهجرة تدخل في الإستراتيجية العائلية كمورد اقتصادي يعوض التفقير الناتج عن سلب المعمرين وعملائهم لأراضي الفلاحين، ولم تكن الهجرة قرارا فرديا، بل قرارا متخذا من طرف العائلة التي تنتظر من المهاجر أن يرسل النقود التي كان دورها قد بدأ يكبر لسد الحاجيات الجديدة التي لم يعد مصدرها محليا فقط ، بل أصبح مصدرها المدينة، وذلك أن البادية قد بدأت تدخل هي كذلك في دوامة التبعية للمركز(المدينة). كما أن التغيير الذي يحدث في البنية العائلية وعلاقتها في الوضعية الهجروية، خاضع مباشرة لهيمنة الثقافة الأجنبية، وهو لا يختلف كثيرا عن التغيير الذي يحدث بالنسبة للمهاجرين من البادية إلى المدينة، فلا يمكن لنا أن نعزل الهجرة الداخلية عن الهجرة إلى الخارج، لأن كليهما يدخلان في الظاهرة العامة، وأن إشكالية التداخل الثقافي تخضع لاعتبارات اجتماعية واقتصادية وليس لاعتبارات جغرافية ضيقة يتم بواسطتها وضع حدود بين الدول. وإلى حدود نهاية الستينات وبداية السبعينات من القرن الماضي، كان المهاجرون المغاربة إلى أوربا يشكلون من رجال شباب وعزاب، أما اليوم، فأزيد من 90% منهم يبلغون من العمر 30 سنة وأكثر، وأزيد من 86% متزوجون وأن ما يقارب 65% يعيشون اليوم مع أزواجهم وأبنائهم. ورغم صرامة التشريعات مازالت الهجرة العائلية تلعب دورا مهما في تيزنيت وتشكل مصدرا رئيسيا لتنميتها، وفي السنوات الأخيرة ظهرت هجرة جديدة تتشكل من نساء عازبات و مطلقات بل حتى متزوجات، تشمل جميع بلدان الاستقبال شرقا وغربا، منتهزات الفرص التي تمنحها العولمة. وحسب إحصائيات - مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج ، فإن أكثر من 3.2 مليون من المواطنين من أصول مغربية يقيمون خارج الوطن، 2.6 مليون في أوروبا، و280 ألفا بالبلدان العربية، و 270 ألفا من اليهود المغاربة بإسرائيل، ويضاف إليهم جميعا آلاف المغاربة غير الشرعيين بالشتات. لقد أصبحت الهجرة زمن العولمة، ظاهرة عالمية بحاجة إلى حلول دولية مشتركة، لاسيما في ظل التوجه العالمي نحو العولمة الاقتصادية وتحرير قيود التجارة التي تفضي بفتح الحدود وتخفيف القيود على السلع وحركة رؤوس الأموال، وما سينتج عن ذلك من آثار اقتصادية على الدول النامية والفقيرة، وفي هذا السياق عقدت عدة مؤتمرات ولقاءات لمناقشات التحديات المرتبطة بالظاهرة في القرن الحادي والعشرين، وذلك للبحث عن الحلول المناسبة إلى التوصل لسياسة عالمية تأخذ في الاعتبار حقوق الإنسان وعملية التنمية في البلدان المصدرة للمهاجرين، بالإضافة إلى الآثار المترتبة على موجات الهجرة إلى الدول الصناعية المستقبلة للمهاجرين . وقد واكب المبدعون المغاربة، خاصة الذين يعيشون في المناطق المستهدفة بالهجرة، منذ فترة الاحتلال بسوس والريف والأطلس المتوسط وغيرها، هذه الظاهرة رصدا و تحليلا ودراسة واستشرافا لآفاقها وآثارها على البنيات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والقيمية للمجتمع المغربي، بل تنبئوا إلى ما سيؤول إليه واقع ومستقبل هؤلاء المهاجرين وذويهم، من خلال رؤى تبدأ للوهلة الأولى بسيطة وساذجة، لكنها عميقة ودقيقة تدخل في صميم معالجة الظاهرة والكشف عن أبعادها ومخاطرها على مستقبل ومصير الإنسان والأرض... وعليه فلابد من اعتماد مقاربة شمولية لمعالجة هذه الظاهرة، وتجنب السياسات الهجروية الأحادية الجانب المعتمدة في دول الشمال، مع ضرورة التوفيق بين الإجراءات الأمنية وسياسة التنمية البشرية لبلدان الضفة الجنوبية. ومحاور هذه روابط وقنوات الاتصال فيما بين المنظمين والأساتذة المشاركين. *ذ.الطيب عمري 0666363371 *ذ.أحمد الخنبوبي 0667902351 *ذ.عبد الحميد أضحان 0661530343 *ذ.بلقاسم أمزيل 0666119654 ذ.المختار الصالحي 0600591279* البريد الالكتروني: هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته تاريخ انعقاد الجامعة الشتوية في دورتها الثالثة بتيزنيت ،28 و29 يناير 2011