مراقبون للشأن المغربي : استئثار الدولة بتدبير ملف الصحراء جعل تدبيره يتسم بالارتجال وأحادية النظرة أصدرت الرابطة المغربية للصحافة الإلكترونية بلاغا صحفيا دعت من خلاله المنابر الصحافية الإلكترونية إلى إعلان أسبوع حداد إلكتروني احتجاجا على الطريقة التي تابعت بها وسائل الإعلام الإسبانية الأحداث الأليمة بمدينة العيون (إحدى المدن المغربية الجنوبية في الصحراء). كما إقترحت الرابطة من خلال بلاغ المكتب التنفيذي الصادر في 21/11/2010 تنظيم "قافلة للحقيقة" إلى مدينة العيون يشارك فيها إعلاميون وفاعلون جمعويون وحقوقيون من مختلف المدن المغربية. وناشدت العقلاء في المنابر الإعلامية للدولتين الجارتين المغرب والجزائر الابتعاد عن ردود الفعل وعدم الخضوع للتوظيف السياسي للأحداث. وعوض ذلك البحث في المشترك بين البلدين -وهو كثير- وتعزيزه، ودعا البلاغ بوضوح السلطات المغربية إلى تمكين الصحافيين المغاربة من حقهم في المعلومة حول مختلف تلك الأحداث. كما دعا الخبراء والمحللين السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين والإعلاميين في الداخل والخارج إلى النبش في خلفيات هذه "الحملة الإعلامية الإسبانية " وإظهارها بشكل حقائق ومعطيات بعيدا عن الاستنتاجات الغير مبررة. يشار إلى أن مدينة العيون وضواحيها كانت قد عرفت مؤخرا أحداث عنف جراء تدخل السلطات المغربية لتفكيك مخيم "اكديم إيزيك" الاحتجاجي للمطالبة بمطالب إجتماعية، هذا الأخير الذي استغلته عناصر مدفوعة لترويج الأطروحة الإنفصالية للصحراء المغربية. وكانت وسائل إعلامية موالية لجبهة البوليساريو (متزعمة الحركة الإنفصالية) ووسائل إعلام إسبانية قد روجت أكاذيب بشأن إرتكاب السلطات المغربية لمجزرة إنسانية على إثر تفكيك المخيم المذكور، ثبت فيما بعد أنها اعتمدت على صور قديمة لنتائج القصف الصهيوني على مدينة غزة المحاصرة في يونيو (حزيران) 2006 ، وعلى إحدى جرائم القتل بمدينة الدارالبيضاء، ولا علاقة لها مطلقا بأحداث مدينة العيون التي ذهب ضحيتها 11 فرداً من عناصر قوات الأمن المغربية واثنان من المدنيين، حسب مصدر دولي محايد.
ويرى بعض المراقبين للشأن المغربي أن استئثار الدولة من أول يوم بتدبير ملف الصحراء دون أن تسمح لأي طرف أو مكون ولو بمجرد إبداء الرأي فيه، اللهم إلا إن كان تأمينا على ما تفعله الدولة، جعل تدبير هذا الملف يتسم بالارتجال وقصر النظر وأحادية النظرة، ولم تراع فيه خصوصياته وحساسيته خاصة مع ميراث ثقيل من الإخفاقات الدبلوماسية خارجيا ومن الاستفراد به والعنجهية وسوء التصرف داخليا. وكل قضية تستجد في الملف لن تكون إلا ثمرة من ثمار هذا المشكل الكبير.