استضافت القناة الأولى المغربية في برنامجها النصف الشهري "حوار"ليلة الثلاثاء الماضي الأستاذ خالد الناصري وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة لمناقشة تداعيات أحداث العيون الأليمة ،وعلى الخصوص طريقة تغطيتها من طرف الاعلام الاسباني والجزائري والمغربي. وفي الوقت الذي انتظر فيه الرأي العام من ضيف البرنامج أن يشفي الغليل من خلال تقديم توضيحات مقنعة لأسئلة لا زالت معلقة ،جاءت إجابات الوزير عامة وملتوية ،وغلب عليها الطابع الشعاراتي البعيد كل البعد عن انتظارات المشاهد. وأول ملاحظة يمكن الخروج بها عند نهاية البرنامج هي طبيعة الأسئلة المطروحة من قبل الزملاء الذين حاوروا الوزير ،والتي اتسم معظمها بنوع من المحاباة ولم تكن في الصميم كما هو شأن الصحفي المهني ،باستثناء بعض أسئلة الزميل رحال السالك رئيس تحرير قناة العيون الجهوية التي راوغها الوزير بطريقة لا تليق بوزير ينحدر من حزب يساري ناضل طويلا من أجل حق المواطن في المعلومة. ثاني ملاحظة تتعلق بالمعطيات المفروض توفرها لدى ناطق رسمي باسم الحكومة ،حيث بدا من خلال أجوبته أنه تعوزه المعلومة ،فعندما عاب صحفي قناة العيون على السلطات عدم اشراك الاعلام في تغطية جلسات الحوار التي جرت مع اللجنة الممثلة للمخيم ،قال السيد الوزير أنه على حسب علمه كانت الصحافة حاضرة،ولما ظهر له أن الأمر ليس كذلك من خلال رد فعل الحاضرين إرتبك ،ثم هرب نحو الأمام ،مدعيا أن المسألة ثانوية ،ولا تحتاج الى كل هذا التدقيق. ثالث ملاحظة تتجلى في الهروب والالتواء الذي ميز كلام وزيرنا في الاتصال طيلة فترات البرنامج،عوض الوضوح ومحاولة إقناع المشاهد بالطريقة التي دبرت بها الدولة هذا الملف،ان كانت مقنعة حقا،عوض اللجوء الى استعمال مصطلحات فضفاضة وشعارات براقة لا تفي بالغرض رغم حمولتها الوطنية المطلوبة. رابع ملاحظة هي مواجهة الناصري لمقترحات الصحفيين بشكل ينم عن عدم درايته بأسلوب التواصل في مثل هذه الحالات،الى أن قال "لست أنا من يقرر على كل حال"وهي زلة لا أعتقد أن أصحاب القرار سيتجاوزون عنها،وهي توضح لنا بجلاء مدى هامش تحرك الوزير ،وان كانت اختصاصاته أصلا محددة بنص الدستور. إن ما جاء على لسان خالد الناصري ليلة الثلاثاء الماضي لا يخلوا من أمرين :إما أن الوزير لا يتوفر على معطيات ،كما قال في حلقة سابقة من نفس البرنامج،وهي مصيبة،وإما أن الوزير لديه كافة المعلومات ويحاول عبثا أن يغطي الشمس بالغربال،.وبالتالي فهو يدافع عن أناس ارتكبوا أخطاء بالجملة في هذا الملف،الذي كلف المغرب غاليا،وهي المصيبة الأعظم. [email protected]