البرنامج الإستعجالي الذي أعلنته وزارة التربية الوطنية واعتبرته نفسا جديدا للميثاق الوطني للتربية والتكوين الذي توافقت حوله مختلف القوى الوطنية، يدخل بحلول الموسم الدراسي الجاري سنته الثانية. نجاح هذا البرنامج الطموح رغم كل الإكراهات،ورغم تباين التعاطي معه من طرف الفرقاء الاجتماعين،رهين بانخراط كل الفعاليات الاقتصادية والثقافية والمدنية... باعتبار قضية التربية والتعليم انشغالا مجتمعيا،ومن خلال قوة هذا الانشغال نطل على مستقبل المغرب، ونرسم اللبنات الأساسية للمشروع الديمقراطي -الحداثي الذي سيجعل من المغرب رقما في المعادلات الكونية. رد الاعتبار للمدرسة العمومية وتجديد وظائفها ليست شعارات جوفاء تردد هنا وهناك،بل هي جرعات ،أي مبادرات ملموسة كبر شأنها أم صغر تحقن بها المنظومة التربوية. في إطار هذه الرؤيا بادرت إعدادية عبد الخالق الطريس الواقعة بجماعة مصمودة، التابعة إداريا لإقليموزان برسم مخطط غايته محاصرة ظاهرة الهذر المدرسي التي تؤرق ساكنة القبيلة ومختلف فعالياتها،هذه الفعاليات التي تجاوبت بشكل تلقائي مع مختلف المبادرات النبيلة التي جاءت بها المؤسسة التعليمية. كانت الانطلاقة الأولى بالإضافة إلى استفادة جميع التلاميذ من المحفظة الملكية،عقد جلسة عمل بين إدارة المؤسسة التعليمية ورئيس الجماعة القروية والقائد ومدير دار الطالب، وآباء وأمهات العديد من التلاميذ لتدارس أسباب عدم التحاق أبنائهم بالمدرسة، وهي العملية التي كانت نتائجها مبهرة عندما اختارت ثلة منهم مصالحة الأبناء للمقعد المدرسي .مباشرة بعد ذلك وفي إطار تجسير العلاقة بين الإعدادية ومحيطها تم تنظيم حفل رمزي في شكله ،عميق في أبعاده، أشرف عليه نائب وزارة التربية الوطنية على إقليموزان،وتابعته عدة فعاليات مدنية، حيث تم توزيع مجموعة من الدراجات على تلاميذ دواوير بعيدة وضعتها رهن إشارتهم جمعية "ساعة فرح". ولكي لا يظل الفرح والمعانات سجيني أسوار المؤسسة،وحتى يتم إشراك كل المواطنين عبر ربوع المملكة في الانشغالات والهموم المشتركة،تم استضافة إذاعة طنجة ونجمها الإعلامي عبد اللطيف بنيحيى الذي أطلق كلام التلاميذ والآباء والمدرسين عبرا لأثير،ليتحدثوا عن مواطن القوة والضعف في الدخول المدرسي الحالي. ولأن توجيهات مدير أكاديمية طنجة/تطوان -الذي زار المؤسسة في إطار جولاته التفقدية للمؤسسات التعليمية بالجهة خلال شهر شتنبر- في موضوع الدعم الاجتماعي لكسر آفة الهذر المدرسي،فقد بادرت ادارة المؤسسة جنبا إلى جنب مع بعض الفعاليات المحلية في تسميد تربة النقل المدرسي حين استدعت آباء وأمهات التلاميذ لتأسيس جمعية النقل المدرسي،حيث سيتجاوز عدد الحضور يوم الثلاثاء 26أكتوبرالمائة ،مما يفسر تعطشهم لقهر معانات بناتهم وأبنائهم مع الذهاب والإياب يوميا والذي تتعدى مسافته بالنسبة للبعض منهم عشرون كيلومترا،وكذلك أرادتهم في أن يتلقى فلذات كبدهم حصصهم الكاملة من التعليم النافع.