صعد المغرب من حملته الإعلامية على الجزائر وجبهة البوليساريو وقال: "إنه في الوقت الذي تشهد فيه منطقة المغرب العربي تقدما في مجالات الديمقراطية وتعزيز دولة القانون واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية، فإن الجزائر تشهد تراجعا وتستعمل المغرب كورقة لتصريف مشاكلها الداخلية وانتهاكاتها لحقوق الإنسان". ونقلت جريدة "القدس العربي" اللندنية عن عمر هلال السفير الممثل الدائم للمغرب لدى مكتب الأممالمتحدة قوله: "إن الجزائر غير مؤهلة لإعطاء دروس للمغرب في مجال حقوق الإنسان، وان توظيفها لهذه الحقوق في الصحراء الغربية ليس سوى مواصلة، بوسائل أخرى، لسياستها المعادية تجاه الوحدة الترابية للمغرب". وجاءت تصريحات المسئول المغربي بينما كانت النقابة الوطنية للصحافة المغربية تطالب برفع الحجز عن صحفيين مغربيين بأسبوعية "الصحراء المغربية"، اعتقلتهما قوات الأمن الجزائرية السبت. وقالت النقابة في بيان: "إنها تتابع بقلق شديد تطورات احتجاز الصحفيين محمد السليماني ولحسن فيتبادار، في أحد فنادق تندوف، من طرف الشرطة الجزائرية، التي أخضعتهما لاستنطاق بوليسي في أحد مخافر المطار، عند وصولهما لهذه المدينة لتغطية عودة مصطفى سلمى ولد مولود، المفتش بشرطة مخيمات تندوف". وقالت الأسبوعية التي يشتغلان بها: "إنها تقدمت بطلب رسمي للسلطات الجزائرية المعنية، قصد التغطية، فقبلت الأمر وعلى هذا الأساس سافر الصحفيان إلى تندوف". واعتبرت النقابة أن سلوك السلطات الجزائرية يسعى إلى ترهيب الصحفيين المغاربة والأجانب، النزيهين، حتى لا يقتربوا من تندوف ويطلعون الرأي العام على واقع المخيمات، مشيرة إلى أنه ليست هذه المرة الأولى التي تتعسف فيها هذه السلطات على صحفيين مغاربة لنفس الأسباب، بل إنها قامت بحجز وطرد صحفيين أستراليين قاموا بفضح ممارسات العبودية من طرف جبهة البوليساريو. وتشكل عودة مصطفى ولد سلمى ولد سيدي مولود المسئول السابق بجبهة البوليساريو إلى عائلته في مخيمات تندوف قضية اساسية في حرب حقوق الانسان بين المغرب والجبهة. وقال ولد سيدي مولود الذي لا زال في الاراضي الموريتانية: "إن جبهة البوليساريو ارسلت له تهديدات باعتقاله فور دخوله المخيمات". واعلن ولد سيدي مولود بداية آب/اغسطس الماضي بعد زيارة عائلته بمدينة السمارةمسقط رأسه والتي غادرها في 1979، أنه اقتنع بأن الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب حلا عادلا ومقبولا للنزاع بين المغرب والصحراويين وانه قرر العودة الى مخيمات تندوف للدفاع عن افكاره بين اللاجئين هناك.