تستعد القوى السياسية والشعبية الفلسطينية لإطلاق حملة للتضامن الدولي مع القائد الفلسطيني أحمد سعدات الأمين العام للجبهة للشعبية لتحرير فلسطين وذلك في الخامس من أكتوبر القادم بمناسبة نظر محكمة الاحتلال الإسرائيلي في قضية عزله الانفرادي. الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حكم عليه بالسجن الفعلي لمدة (30) عاماً في سجون الاحتلال الإسرائيلي بمحاكمة سياسية بامتياز، وقصص اعتقال القائد أحمد سعدات في سجون الاحتلال الإسرائيلي لم تبدأ من تاريخ 14 مارس 2006 بعد أن اختطفته قوات الاحتلال الإسرائيلي من سجن أريحا إثر انسحاب المراقبين البريطانيين والأمريكان من سجن أريحا والذي كان تواجدهم فيه بناءً على اتفاقيات مسبقة مع السلطة الوطنية الفلسطينية في أعقاب فك الحصار عن الرئيس الراحل الشهيد أبو عمار وترحيل القائد سعدات ورفاقه من مقر المقاطعة في مدينة رام الله إلى سجن أريحا . الاعتقال الأول للقائد سعدات كان في السنوات الأولى للاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، ففي شهر شباط من عام 1969 اعتقل لمدة ثلاثة شهور، ولم تمض شهور قليلة بعد الإفراج عنه حتى أعادت سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقاله للمرة الثانية في نيسان من العام 1970 وأمضى 28 شهراً بعد هذا الاعتقال. وفي العام1973 وبالتحديد في شهر آذار من ذلك العام اعتقل القائد سعدات للمرة للثالثة وأمضى عشرة أشهر، وأعيد اعتقاله للمرة الرابعة في أيار 1975 لمدة 45 يوماً، وفي أيار عام 1976 أعتقل للمرة الخامسة وحكمت محاكم العدو عليه بالسجن مدة أربع سنوات. وفي تشرين الثاني من العام 1985تم اعتقاله لمدة عامين ونصف، وبعد اندلاع الانتفاضة الأولى وتحديداً عام 1989 أعيد اعتقاله للمرة السابعة فأمضى في الاعتقال الاداري مدة تسعة أشهر. وفي المرة الثامنة أعتقل عام 1992 لمدة ثلاثة عشر شهراً أمضاها في الاعتقال الإداري. وكان لسجون السلطة الوطنية الفلسطينية، والاعتقال السياسي نصيب من الحياة النضالية للقائد أحمد سعدات، حيث اعتقل ثلاث مرات في سجون السلطة الوطنية الفلسطينية، وكان ذلك في كانون أول 1995، وكانون ثاني 1996، وكذلك في آذار من العام نفسه. في 15 كانون الثاني من العام 2001 تم اعتقال القائد أحمد سعدات مرّة أخرى على يد الأجهزة الأمنية الفلسطينية بحجة توفير الأمن له من الملاحقات الإسرائيلية، ولكن حقيقية الاعتقال كانت بسبب ضغوطات ومطالبات إسرائيلية باعتقاله، كان ذلك بعد قيام خلية تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين باغتيال وزير السياحة الإسرائيلي في حينه “رحبعام زئيفي” في شهر تشرين أول من العام 2000 رداً على اغتيال الأمين السابق للجبهة الشهيد أبو علي مصطفى في مدينة رام الله في 27 آب 2000. ومنذ اعتقاله في سجون الاحتلال الإسرائيلي وهو يعيش في عزل إنفرادي، وقد مر على عزله أكثر من (500) يوم في زنازين الاحتلال الإسرائيلي، وتأتي حملة التضامن مع الأسير القائد سعدات، وغيره من الأسرى الفلسطينيين في العزل الإسرائيلي بمناسبة انعقاد محكمة الاحتلال الإسرائيلي في الخامس من الشهر القادم لمناقشة قضية عزل القائد أحمد سعدات. والقائد أحمد سعدات هو واحد من (12) أسير فلسطيني في زناين العزل الإنفرادي في سجون الاحتلال الإسرائيلي،وتشمل قائمة الأسرى المعزولين بلإضافة لسعدات كل من الأسرى، محمد النتشه، وجمال أبو الهيجاء، وحسن سلامة، ومعتز حجازي، وإبراهيم حامد، وهشام الشرباتي، ومهاوش نعيمات، وعبد الله البرغوثي، وعاهد أبو غلمة، ومحمود عيسى، وأحمد المغربي. وتعتبر غرف العزل في سجون الاحتلال الإسرائيلي بمثابة قبور للأحياء، فغرفة العزل تبلغ مساحتها حوالي 2.5*1,8 م، وتشمل هذه المساحة الحمام ودورة المياه، ولا يوجد فيها متسع للحركة أو المشي، ولا تتسع حتى لحاجيات الأسير الشخصية. وظروفها الصحية سيئة للغاية، فهي قليلة التهوية، وعالية الرطوبة، ولا يوجد فيها سوى شباكين، أحدهما قريب من السقف، والثاني في باب غرفة العزل ولا تزيد مساحته عن 8*8 سم، وتسبب هذه الظروف الصحية السيئة العديد من الأمراض للأسرى الفلسطينيين، ومنها أمراض الروماتزم، وأمراض الجهاز التنفسي. كما يمارس بحق الأسرى المعزولين المزيد من الإجراءات التعسفية مثل منع إدخال الصحف لهم، ومنعهم من الانتسابا للجامعات من أجل استكمال تحصليهم العلمي، ولا يسمح لهم بالخروج من زنزانة العزل الانفرادي سوى لساعة واحدة في اليوم، والعزل الإنفرادي يجدد للأسير مرّة كل ستة شهور عبر محاكم صورية تعقدها محاكم الاحتلال الإسرائيلي لهذا الغرض، ويكون القرار النهائي فيها لجهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشَباك”.