يقال أنه "إلا شفتي المغربي ربح عرف خاه ماشي معاه" لن نحتاج كثيرا لنؤكد كلام أجدادنا - فإلى حد الساعة ويوما بعد يوم يثبت بالدليل القاطع طبعا بالأفعال - أن هاته الأمثال والحكم لم تأت من فراغ بل جاءت عن تجربة ومعايشة للواقع. عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" متفق عليه، حديث الرسول الأكرم الذي يحث فيه بالدرجة الأولى بالتخلي عن الأنانية وحب الخير للغير فالمعنى هنا لا ينحصر على الأخ من الأب والأم بل الأخ في الدين والملة، هكذا هي تعاليم ديننا الحنيف، حيث اعتبر أن حب الخير للآخر سلوك فيه قمة الأخلاق وصفاء النفس وخروج عن الأنانية وحب الذات، وخروج عن الكراهية والبغضاء والحقد والحسد والكبرياء والغرور، أي أن تكتسب قلبا كبيرا ونفسا كثيرة العطاء، هذا السلوك الذي لم نعد نراه إلا نادرا حتي بين أبناء الرحم الواحد، بطغيان المصلحة الفردية والأنانية اللامتناهية التي تدفع العديد إلى سلوك أخبث الطرق وأحقرها. على العموم شهر رمضان انقضى، وفاز فيه من فاز وخسر من خسر، لكن يبقى أن نشير إلى بعض الأوجه التي أبان فيها العديد عن عدم حبهم للخير لأخيهم المسلم، بدءا من أشخاص دفعوا بوشاية أحد المسؤولين إلى التضييق عن إحدى الجمعيات من أجل عدم تسلم إشعار من الجمعية من أجل عمل خيري "القفة الرمضانية" وتهديدهم لهم بمنع الجمعية من النشاط بحجة أنهم ذوا انتماء ليس لحزب بل جماعة "إيوا كاين الإنتماء لجماعة وعطيتوهم وصل إيداع للجمعية"، مرورا ببعض الصحفيين الذين تكلموا عن العشوائية في العمل الخيري لبعض الجمعيات رغم أنه إلى حد الساعة الكل يشكر كل جمعية قدمت كيس دقيق للأسر المعوزة، الموضوع الذي تناول العمل الجمعوي من جوانب قد تكون عمدت إلى تشويه بعض الشخوص بالتحديد، مقرنة ذلك بالعمل الخيري من أجل السياسة أو الدين " مايرحموا ما يخليو الرحمة ديال ربي تنزل"، لماذا لا يساهم السياسي والديني في الإعانة الرمضانية؟، لماذا لا ندخل البسمة على بعض الأطفال، الأسر؟، لماذا لا يساهم المنتمي واللامنتمي في رسم ابتسامة على وجه طفل ربما تكون نقطة انفراج في حياته، ونقطة تحول في تفكيره؟. بعض هذه الأوجه التي نختمها بالقرار الذي أصدره عمدة مدينة طنجة بمنع القفة الرمضانية عن ما يقارب 14 ألف أسرة يمكن أن يصنف بين الصواب والخطأ، حيث يمكن أن يصنف ضمن الصواب إن نظرنا إلى الوجهة التي يستخدمها المكلفون بها، حيث يعمد العديد إلى استخدامها كوسيلة لكسب الأصوات بجعل المساعدات حملة انتخابية سابقة لأوانها، ويمكن أن نصفها ضمن الخطأ لأن هذا الإستغلال للمساعدات الإنسانية لا يمكن معالجته بالمنع بل الجزر لكل من سولت له نفسه استغلال الأنشطة الإنسانية من أجل إنجاح الأنشطة الإنتخابية. علينا هنا أن نضع نقطة نظام ونقف لحظة للتمعن التي سنعي بعدها أن الحملات الموسمية للأعمال الخيرية قد انتهت مع بعض الاستثناءات لأطراف تضع برنامجا طيلة السنة يهدف إلى المساعدة الاجتماعية، وكأن رمضان لا يهم فيه إلا إشباع البطون كون أغلب الأنشطة منظمة خلاله تعنى بجانب إشباع البطن، دون الالتفاف إلى التوعية الفكرية من أجل الحصول على فرد واع بدوره اليومي أكثر من وعيه بمدى التخمة التي يجب أن تلي وجباته اليومي?. [email protected]