شهر رمضان هو شهر نزول القران والتقرب من الله،هو شهرالارتقاء بشخصية الفرد وتقويتها عن طريق الصبر والموازنة بين مطالب الروح والجسد،هو شهر معرفة حقيقة الإنسان الضعيف الذي إذا ترك الماء ليومين مات عطشا لكنه يرتكب في حياته فضائع في حق نفسه ،في حق مجتمعه،في حق هويته ،وفي حق بيئته... هو شهر محاسبة النفس و إعادة النظر في في مسيرة الفرد وترتيب الأوراق المبعثرة:ماذا أنجزت من منافع خلال السنة؟في ماذا أخطأت ولماذا؟ماذا خسرت وماذا ربحت؟ماهي السلوكات التي يجب حذفها من حياتي اليومية وما هي السلوكات التي يجب التشبث بها؟ لكن للأسف لا يبقى لهذا لكلام أي معنى عندما نلقي نظرة على واقعنا الاجتماعي عن طريق معاينة مختلف الفضاءات الاجتماعية ابتداء من البيت ،الأسواق،الشارع،الأزقة.حيث السب والشتم في الشارع نهارا وتعاطي المخدرات واختراق جيوب وحقائب المارة والاعتكاف أمام القنوات التلفزية ليلا. ففي النهار عند مرورنا بشارع رئيسي ما أو بملتقى الطرق بالمدينة خصوصا عند الظهيرة حيث الحرارة المفرطة و قبيل المغرب بنصف ساعة، نشاهد معارك شرسة من السب و الشتم وذكر جميع أنواع الحيوانات والضغط على المنبهات بطريقة هستيرية، لدرجة يصل الامر إلى الاشتباك بالأيدي وماا يتبع ذلك من حوادث السير المؤلمة التي تقع يوميا بالمدينة وبجميع مدن المملكة من جراء السرعة المفرطة والأنانية وانعدام الصبرفي الشهر الكريم.ونفس المشهد يتكرر في الأسواق بين الباعة خصوصا المدمنين على التدخين حيث تصل شرارة غضبهم إلى حد الضرب بالسلاح الأبيض بل إلى الموت وهذا ما نقرأه في الصحف اليومية أما المشكل الاخر والاخطر هو تبادل وتعاطي المخدرات في ليالي رمضان بك أصنافها. غذ تعد الأحياء ولازقة المكتضة بالسكان مكانا مناسبا لتعاطي المخدرات الفتاكة والخطيرة على الصحة والمجتمع،أما المخدرات الاقل تاثيرا فيتم تعاطيها في كل مكان وأمام الملأ في حين هناك صنف اخر من الشباب يحترف التسلل إلى حقائب النساء وجيوب الرجال في الشوارع والممرات المكتضة ليلا خصوصا في الايام الاخير مكن هذا الشهر الكريم.حيث عاينت بالامس حوالي العاشرة ليلا ببني مكادة بقيسارية الازهر شبانا تتسلل أيديهم إلى حقائب النساء خفية بعد مرافقتهن والتقرب منهن دون أن يشعرن بذ لك . أما في ما يخص البيوت فالاعتكاف أمام التلفزة لمتابعة الافلام والمسلسلات الضرامية العربية _التي يكدسها المخرجون والمنتجون واصحاب المال في هذا الشهر-هو شغل النساء ومحور اهتمامهن منذ الفطور إلى السحور وهذا لا يخص النساء المغربيات فقط بل يشمل كل النساء العربيات فبدل ان يكون شهر رمضان شهرا لتهذيب النفس،ومناسبة لتشخيص عللنا و أمراضنا الاجتماعية،وفرصة للحظة تأملية نعد فيها ما قدمناه من منافع وما فرطنا فيه وما ضيعناه خلال سنة كاملة أصبح مناسبة تتجلى فيها بوضوح عللنا الاجتماعية التي ذكرتها والتي لم تذكر. [email protected]