بدويو كزناية لا يعرفون عن الحضارة شيئا لأن الحضارة تعني أن يكون للناس أسواق منظمة ونظيفة . الجو خانق وحار في طنجة كما على أطرافها ،فحين تغيب المناسبة الدينية التي يكون طبقها الأساسي اللحم أو الأضحية يضطر الكثير من الطنجاويين إلى اخد وجهة واحدة وهي جهة سوق كزناية الموجود على أطراف طنجة والخارج عن مدارها الحضري والذي تعرض فيه الماشية من الغنم والمعز والبقر والدبائح . في سوق كزناية تتحد الأوساخ بشكل غريب مع السلع الإستهلاكية العارية ،فتصبح جزءا من طقس البيع والشراء حيث يمكنك مشاهدة مكب نفايات عارية بروائحه التي تخنق الأنفاس وبجواره صناديق السمك ، وبقربه أناس بدويون في أغلب الأحيان يبتاعون السمك وقد آمتزج بأسراب الذباب ،كما يمكنك مشاهدة اللحم المعلق بصحبة الأمعاء وأسفله بركة من الدماء . الصراخ والضجيج سمة من سمات الأسواق في طنجة لكن في سوق كزناية مجرد علامة لتجمع عشوائي لا مكان فيه لمصطلح المراقبة أو الصحة العامة أو حتى البيطري . بدويو كزناية لا يعرفون عن الحضارة شيئا لأن الحضارة تعني أن يكون للناس أسواق منظمة ونظيفة وتخضع للمراقبة ، صحيح أنهم لا يبعدون عن المنطقة الصناعية - كزناية والصناعة جزء من الحضارة لكن سوق كزناية لم يدخل بعد دائرة الحضارة لسوء الحظ أن سوق كزناية مثله مثل أسواق كثيرة داخل طنجة وإلا لشعر بدويو كزناية بالحكرة والغيرة لأن أسواق طنجة أنئد ستكون منظمة ونظيفة لكن اسواق طنجة وسوق كزناية مجرد تجمعات عشوائية تكنى بالأسواق زورا وبهتنانا .