رغم أن فريق اتحاد طنجة لكرة القدم كان قاب قوسين أو أدنى من النزول الى قسم الهواة ،ورغم أن النادي عاش هذا الموسم على ايقاع الاستثناء بسبب تراكم المشاكل التسييرية والمالية، ورغم أن فارس البوغاز أعاد هذا الموسم وكسابقيه نفس" الأسطوانات" دون الاستفادة من أخطاء الماضي خصوصا في ما يتعلق باهتمامه بالفئات الصغرى والمتوسطة ،وتخليه عن سياسة الاعب الجاهز الا مما يمكن أن يشكل اضافة حقيقية ونوعية للفريق ، ومع ذالك لم يجد المنخرطون المساكين الملتئمون في اطار جمع عام اتحاد طنجة لكرة القدم ما يستحق المناقشة والنقد،ولم يكتف هؤلاء بالصمت المطبق ،بل بادر أحدهم الى ايقاف تلاوة التقرير الأدبي بدعوى أن الجميع يتوفر عليه وسط ذهول الصحافة وعدد من المهتمين والمتتبعين الذين صدر عن بعضهم اشارات الأسى والأسف. ومن المعلوم من التنظيم بالضرورة أن الجمع العام السنوي هو مناسبة هامة للتقييم والمكاشفة،والوقوف عند مواطن الخلل ،ومواطن القوة،بحيث يقدم المكتب المسير حصيلته الأدبية والمالية وبالتفصيل ،ليفتح بعدها باب المناقشة،من طرف المنخرطين تدقيقا وتمحيصا للحصيلة،لدرجة أن المنخرط في الأندية المعتبرة يتجاوز النقد الى طرح البدائل التي تجمع على شكل خلاصات تتضمن خطة عمل الموسم المقبل التي يحاول المكتب المنتخب تنزيلها بكل تفاني واخلاص. لكن هذه الأعراف التنظيمية تجاوزها الجمع العام الأخير لفريق اتحاد طنجة لكرة القدم،ومن حضر تلك "الوليمة"سيصاب بالدهشة والضحك في آن واحد،بل والامتعاض من هذه المأساة التي وصفها أحد الحاضرين "بالسيرك". ألهذه الدرجة لا يتوفر فارس البوغاز على منخرطين لهم من الامكانات ما يؤهلهم لمناقشة تقرير أدبي هزيل؟أم أن هذا المنخرط يخاف من أن يفقد حظوته لدى النافذين في الفريق؟ خصوصا أنهم يلعبون دور "الكومبارس" ليس الا،ما دام أن هناك من يدفع لهم مساهمة المنخرط السنوية كما يشاع. ان ماحدث خلال الجمع العام الأخير لفريق اتحاد طنجة لكرة القدم الذي احتضنه مركز الفريق بالزياتن،يعتبر مهزلة حقيقية بجميع المقاييس،وكان على هؤلاء المساكين أن يثيروا على الأقل النقطتين الآتيتن: أولا على المستوى الأدبي: من المعلوم أن اتحاد طنجة نهج منذ مدة ليست باليسيرة سياسة الاعب الجاهز التي أفسدت الفريق ،وأثبثت فشلها مع مرور الوقت ،بل إن هناك من يعتبر أن هذه الطريقة هي التي دفعت بالفريق الى هامش التاريخ، ولم تجر على الفريق الا الويلات والأزمات ويستدلون على ذالك بأزمة 16لاعبا مع الرئيس السابق عبد الحق بخات، ومع ذالك يصر كل من وصل الى رئاسة الفريق على استدعاء هذه السياسة ومحاولة الابداع من داخلها،والسؤال الذي يطرح نفسه بالحاح، هو لماذا هذا الاصرار على جلب الاعب الجاهز؟ الذي لا يخلوا في كثير من الانتدابات التي أقدم عليها الفريق في تقديري من أمرين:اما أن هذا الاعب يأتي بعد أن يكون قد فقد الكثير من مؤهلاته،وبلغ من الكبر"الرياضي" عتيا،ولم يعد ذالك الاسم الكبير في أيام زمانه، وإما أن هذا الاعب المجلوب يعتبر اتحاد طنجة مرحلة أو محطة للانتقال الى فريق أفضل، هذا بالاضافة طبعا الى التلاعبات التي تقع على هذا المستوى بتواطئ مع هذه الجهة أو تلك. ثانيا على المستوى المالي: والسؤال الأساسي هنا هو أين صرفت المليار و200مليون سنتيم؟ورغم ضخامة المبلغ الذي كان من الممكن الفوز به بالبطولة والكأس فإن صندوق الفريق بقي مثقل بالديون، انهامفارقة عجيبة لا تليق بنادي كبير من حجم اتحاد طنجة،وكان على برلمان فارس البوغاز أن يطالب باحالة التقرير المالي على المجلس الأعلى للحسابات ليدقق ويحقق في المبالغ الضخمة التي تضمنها ،والتي يبدوا أنها صرفت بسخاء. بقي فقط أن أشير الى أن الجمع العام صوت بالاجماع وبآلية التصفيق على التقريرين الأدبي والمالي ،وكلف الرئيس كما جرت عادة الأندية المغربية بتجديد ثلث أعضاء مكتبه المسير.ما رأيكم؟ [email protected]