ليس غريبا علينا أن نتدافع إلى مقر الإدارات والساحات العامة ونندد بالأصوات النشاز التي ترفع شعارات الفرقة، وتتأبط الشر والكيد والزيف والحقد وندفع بعناصرنا المارقة المأجورة إلى كتابة البيانات الموقعة والغير موقعة و إثارة الفتنة وإحداث الحلقة , وليس صعبا علينا أن نؤطر المجتمع المدني من خيرة أبناء زمور مرددين الهتافات والشعارات الباطلة في حق بعض المسئولين ' ولكن خوفنا من الله جعلنا نلتزم الحياد لأن حملات التحريض على العنف وتكريس ثقافة الكراهية والدفع بالبسطاء إلى ممارسات غير مشروعة ممارسة قديمة جدا سينال صاحبها الجزاء لأن الفوضى ليست نضالاً والتفكيك ليس نضالاً ومثلهما التعصب الأعمى والتطرف الأطرش المجنون خلف الرؤى الأحادية التي تختزل المواطنين والوطن والمستقبل والثوابت تحت شعار مرتعش . جميل أن يتكاتف الناس وتأتلف القوى والتيارات والجماعات والأحزاب لغاية نبيلة تفيد الوطن وتخدم الجماهير وتضع لبنة جديدة قوية في صرح البناء والتنمية والمستقبل الذي ننشده مزدهراً ونحلم به نقياً من أدوات وأفعال الهدم طاهراً من خبث التطرف مبرئا من ثقافة الحقد والكراهية متسعاً لكل الرؤى والأفكار والجهود التي تتعدد لتتوحد وتتداخل ألوانها لتشكل لوحة الأمل وتتباين لتستخلص الأفضل والأجمل والأكمل , حيث وجب علنا كمجتمع مدني وكفاعلين سياسيين داخل حقل ملغوم أن نبين الخيط الأبيض من الأسود وأن نبعد الحسابات الشخصية عن المصالح العامة للبلاد , لأن للبلاد رجال منهم الأدارسة والفلاليين .. ..... ودعوتهم مستجابة إذا ما ظلموا , فليحذر كل مناضل من الظلم لأنه ظلمات يوم القيامة , فمهما علا هذا الإنسان سيموت ويبعث والحالة هذه لا ينفعه مال ولا واسطة ولا جاه , كل ما سيحاسب عليه هذا الإنسان هو الظلم والإساءة التي كان يكنها لأخيه الإنسان . ليس مناضلاً ولا وطنيا ًمن يحاول اختزال الناس على شخصه وتحجيم مصالح المواطنين في مصلحته أو اختصار قضية وطن إلى وهم يؤمن به لوحده على أنه قضية , ولا يتورع عن دعوة الناس إلى الكفر بقيم المواطنة والانتماء فقط لأنه تعرض لموقف أو معاناة خلعت عن نفسه غشاء كان يحتفظ به بشيء من هذه القيم , فتعرى واستمر لعبة التعري ، بل وجاوز ذلك إلى المناداة في الناس لمجاراته في التعري, وليس من النضال في شيء أن ينبري حزب أو تكتل أو تيار للدفاع عن التحريض وسلوكيات القفز على المسئولين وتجاوز المرجعيات والثوابت التشريعية والوطنية والقيمية , كما أنه ليس في كامل قواه العقلية من يظن التشويش والتحريض مدخلاً مناسباً لتحقيق هدف أو غاية أو مصلحة مشروعة أو غير مشروعة لأن الفوضى والتشويش والعنف ومخالفة القوانين والتشريعات وغيرها من سلوكيات الانحراف مدخل باطل وهدام لا يمكن أن يبنى عليه حق مشروع فضلاً عن أن التحريض على انتهاج أساليب الابتزاز والمتاجرة بقضايا الناس وتغذية سلوكيات الانحراف جميعها على أعمال محرمة ومجرمة وغير مأمونة العواقب . ليس على حساب النظام والسلطة وأمن واستقرار البلاد ومصالحها يمكن لنا أن نرفع راية النضال كي نتقرب من المواقع , فالقوى التي تمارس اليوم أعمال التحريض والتشويش وتغذية منابع الفوضى ستشرق عليها الشمس , فمخدوع واهم من يظن نفسه بمنأى عن الآثار السلبية والعواقب الوخيمة والانعكاسات التدميرية الخطرة لأعمال التشويش وحرب البيانات حتى وأن كانت له يد في صناعتها أو كان واقفا خلف كواليس إخراجها , فالذي يدعو للتحريض ليس نقي السريرة ، ولا بريء المقاصد ، ولا صادق المواطنة لأنه يجهد نفسه لإقناع المواطنين بأن السلوكيات الفوضوية وكتابات البيانات الغير موقعة من طرف أصحابها نضال سلمي , بل هو نضال سلبي غير مشروع ' وعواقبه وخيمة على أصحابه ومريديه ومناصريه قبل غيرهم وصدق الله حيث قال ( لا يحق المكر السيئ إلا بأهله ) [email protected]